رسالة تلقيتها من سيدة ذيلت رسالتها بأرملة سعودية وأم لعدة أطفال تقول هذه السيدة قرأت في إحدى الصحف أن بنك التسليف قد أعلن عن استقبال طلبات الأرامل والمطلقات اللائي يستفدن من الضمان الاجتماعي تحت كفالة مخصصاتهن التي تصرف شهريا. وبما أنني أحدى المستفيدات من هذه المخصصات وقد توجهت إلى البنك المذكور يحدوني الأمل في أن أحظى بقرض بسيط وقابلت مديرة الفرع النسائي في البنك فأجابتني بنبرة تحكمية إن هذا يا سيدتي لا يعدو عن كونه كلام جرايد ولا أساس له من الصحة! فاستوقفتني شخصيا هذه العبارة التي تتكرر كثيرا على أفواه الناس وهم يقصدون بذلك أنه لا مصداقية ولا ثقة لما تكتبه الصحافة وهي نظرة الكثيرين للأسف الشديد وأنا أتساءل عن الأسباب التي كونت هذا الاعتقاد في أذهان الناس وكيف يمكن للصحافة أن تمحو هذا المفهوم ليصبح كلام الجرايد كلاما جديرا بالثقة والتصديق ولعل البعيدين عن هذا المجال لا يدركون مدى العناء الذي يتكبده منسوبو مهنة البحث عن المتاعب لاستقاء الأخبار الصحيحة من مصادرها المسؤولة في ظل عدم تعاون الكثير من المرافق والمؤسسات مع الصحافة بالشكل المطلوب تهربا من عدم الدقة وخوفا من الفبركة الصحفية كما أن إدارات العلاقات العامة لا تقوم بدورها المناط بها في إيصال المعلومة لوسائل الإعلام وأن هذا يخضع للمزاجية والمحسوبية في بعض الأحيان وسعيد الحظ ذلك الصحفي الذي يظفر بسبق إعلامي ليظهر تميز صحيفته عن الأخريات وأود هنا أن أشيد بالنهج الذي تنتهجه وزارة الداخلية لدينا التي عينت في كل قسم من أقسامها ناطقا إعلاميا رسميا يقدم للجمهور كل ما يود الاطلاع عليه من قضايا المجتمع التي ترتبط بالوزارة ارتباطا مباشرا واقترح أن تعين كل إدارة لها صلة مباشرة بالمراجعين والجمهور ناطقا إعلاميا يقوم بإيصال كل ما يتعلق بإدارته مما يهم الناس على غرار وزارة الداخلية وذلك ببناء جسر من الثقة و المصداقية بين هذه الإدارة وبين وسائل الإعلام حتى يكون كلام الجرايد كلام جرايد فعلا لا قولا وبهذه الوسيلة قد نساهم في ترسيخ صحة الخبر لما يكتب في بلاط صاحبة الجلالة فنحن في عصر تلعب فيه وسائل الإعلام دورا كبيرا في تنوير العقول بالكلمة الصادقة والرأي السديد وإن ما تقوم به الصحافة من دور لا يقل عن دور المدرسة والجامعة والمسجد والبيت لأن وقع الصحافة أشد أثرا مما تقدمه الوسائل المسموعة والمرئية خصوصا بعد انتشار الوسائل التقنية كالانترنت وغيره من التقنيات قليلا من الإنصاف أيها القراء لهذه الصحافة المفترى عليها بكلام الجرايد . إبراهيم مصطفى شلبي [email protected]