حضرت يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي فعالية تكريم أقامتها مؤسسة العفيف الثقافية احتفاء بالمربية الفاضلة الأستاذة لطفية حمزة .وهذه المؤسسة هي أهم المؤسسات غير الحكومية المعنية بالثقافة في اليمن وأكثرها جدية وصرامة والتزام وعناية بالثقافة والمثقفين نساء ورجال . والأستاذة لطفية حمزة هي واحدة من خيرة مديرات المدارس في مدينة صنعاء وأكثرهن صرامة وحرصا على القيم التربوية والجدية في تشجيع النشء والتوجه به نحو آفاق المستقبل .ومن تحت ادارتها تخرجت أجيال من الفتيات اللواتي اشتهرت منهن العالمات والدكتورات والفنانات التشكيليات والقانونيات وأستاذات الجامعات . بدأت حياتها العملية في وقت مبكر وهي طالبة في الاعدادية، كمساعدة في التدريس للصفوف الابتدائية لنقص الامكانات والكفاءات المطلوبة، حيث استمرت في الدراسة والتدريس في وقت واحد .واشتهرت مدرسة أروى للبنات باسم مديرتها تماما كشهرة الملكة أروى التي سميت المدرسة بإسمها . والأستاذة لطفية حمزة ناشطة في التعليم والتربية وناشطة في المجال السياسي في نفس الوقت .فهي رئيسة القطاع النسائي في المؤتمر الشعبي العام، وهي عضو المكتب التنفيذي لاتحاد نساء اليمن، كما أنها مسؤولة نادي بلقيس الرياضي والاجتماعي . شيعة أحياء : قالت منظمة الاحتفال التكريمي وهي شابة ناشطة في مؤسسة العفيف الثقافية وفي منتدى الشقائق لحقوق الانسان، وإحدى خريجات مدرسة أروى، أن إقامة هذا النوع من الاحتفاء بامرأة لاتزال في أوج عطائها، هو دلالة تركيز بعض الناس على التشيع للأحياء البارزين والنشطاء كبديل عن ثقافة التشيع للموتى التي لا يتم فيها تكريم المبدعين أو المجتهدين الا بعد وفاتهم . ترقرقت الدموع في العيون عندما أشار الأستاذ عبد الوهاب الرميم وهو زميل لها في عضوية مجلس مدراء المدارس عن النشاط الذي واكب عمله معها في رئاسة المجلس لفترة طويلة .واضطررت الى توزيع المناديل الورقية على شمالي واليمين عندما جرى الحديث عن بعض الجوانب الانسانية التي اشتهرت بها في المواقف المختلفة سواء مع الطالبات أو مع المدرسين الرجال منهم والنساء . كما حمدت الله ان التكريم فعلا جاء وهي على قيد الحياة،وتستعد لترشيح نفسها كبرلمانية في الانتخابات القادمة . لمسة الاعتراف : أن يعترف الناس بجهودك ويقدروها، ويكرموك من أجلها، يجعل المضي في العمل الدؤب الجاد، أمر له معنى .وأن يأتي هذا الاعتراف من مؤسسات لها مقدارها واحترامها بين الناس، يعطي الشعور بلمسة اعتزاز ويغسل عن الكاهل كل التراكمات من التعب والعناء . عندما كنت تلميذة في الصف السادس الابتدائي كانت الأستاذة لطفية طالبة في الصف الثالث اعدادي وتقوم بالتدريس لنا والفصل الذي يلينا .كانت مادة واحدة التي درستها على يديها، لكنها كانت لمسة عطاء من فتاة صارت قدوة لي لفترة طويلة . لمعت عيناها بالود لما ذكرت ذلك في حديثي، وسعدت بالعدد الكبير من الحضور الذين اعترفوا بأثرها في حياتهم . raufah@hotmail .com