في لحظة ما وقد تنعم الإنسان بما أعطاه الله ورزقه من طيبات الدنيا الخير الكثير وتبدل حاله من الفقر إلى الغنى الفاحش والثراء والنعيم فمنهم من يشكر الله على ما أعطاه ومنهم من نسي نفسه وما كان فيه فطغى وتجبر وظن أن ذلك سيدوم وأن ما بين أيديه هو ماله وليس وديعة هو قائم عليها فإن أحسن تصريفها نال رضاء الله وأجره وثوابه وإن أساء التصرف بها لقي العقاب . من أؤتمن على عمل لرعايته وتصريف أموره ومع مرور الأيام وطول المدة وتعدد فترات تكليفه ظن أن هذا العمل هو ملك خاص به له الحق في التصرف بكل ما فيه وما عليه فيعطي من يشاء إذا رضي عنه ويمنع عمن غضب عليه ويكيل بمكيالين حتى من يعملون معه ولهم الحق في الرأي يهابونه ويجاورونه في غيه وطغيانه وقد يقول أحدهم لمن له مصلحة لديه " أنت أغضبته حتى لم تجعل طريقا للعودة فأكسب رضاه ليعطيك سلفة أو يوافق على مصلحة " فأصبح هذا العمل ملكاً لهذا الشخص وأقربائه وأصدقائه يعطيهم بملء الكفة ولغيرهم يعطي الفتات مع أن هذا العمل ملك لهم وهو يعمل لديهم ولكن لا أحد يردعه أو ينصحه فقد أمن المساءلة والعقوبة ..أين الخوف من الله؟ !! في الآونة الأخيرة امتلأت الصحف بالنقد وكشف الحقائق والعبارات المثيرة للجدل وتم السماح بنشر الرأي والرأي الآخر وهذا من باب الحرية مع عدم الاساءة والتجريح فتفتحت العيون على أمور عديدة لم تكن لتعرف لولا السماح بالنشر وهذه ميزة الحرية في بلادنا الحبيبة واقع واحترام وعدم ابتذال وهذا هو الظاهر على صفحات الجرائد ولكن البعض ممن لا يهمهم كشف الحقائق لا يعملون ولا يطورون ولكن يتكلمون كثيرا وفي المقابل لا تجد الاهتمام والمتابعة من قبل أصحاب الصلة فمن المفروض أيكون هناك قسم العلاقات العامة في كل مصلحة يتصفح ما ينشر في الصحف ليتم جمعه وعرضه على المسؤولين للتأكد من صحته أو عدمها، فيكون التجاوب للمصلحة العامة فلا يركن المهمل إلى الطمأنينة في عدم محاسبته، لأن الغرض ليس ملء الصحف بالكلام والعبارات الرنانة . لا أحد يستطيع أن يمنعك من الفرح و السعادة لأمر جدّ في حياتك ونلت منه الخير فهذا حقك وما تقوم به من شكر وحمد لله لما أعطاك شيء جيد، ولكن لا يجب أن يكون هذا الفرح أو السعادة على أشلاء الآخرين ونتج عنه اساءة للبعض وفرحة لما أصاب الغير من كرب وهم نتيجة تصرفاتك وانتقامك وتسلطك، حينها يكون الفرح في غير محله فالإضرار بالناس والظلم حرمهما رب العزة على نفسه، وجعل الظلم بين الناس محرما والإضرار بالناس بعد الشرك بالله، فلتكن أخي المسلم في مسعاك للخير أولاً وآخراً وفي وقوفك للحق دائما وفي نيلك للأجر ثابتاً لاتحيد عنه لمصلحة ولا تغريك لفعله غنيمة، فما خفي على الناس تفاصيله وحسابه عند الله العادل . عدنان بن عبدالله صالح فقيها ٭ ص . ب 9708 مكة المكرمة