يبدو أن الحديث المدوي الذي أكد فيه معالي المستشار القضائي بوزارة العدل الشيخ عبد المحسن العبيكان حقيقة ما تناقلته اليوم مواقع ومنتديات ووسائل إعلام مختلفة عن فتوى إجازته "إرضاع الكبير" في حالة معينة. يبدو أن تداعياته ستستمر طويلاً ويبدو ذلك من ردود أفعال الكتاب، وتعليقات القراء على ذلك في الصحف والمواقع الالكترونية، ومن ذلك المقال الذي نشر بجريدة المدينة اليوم الاحد 1431/06/09 هجري - 2010/05/23 ميلادي للكاتب عبدالله منور الجميلي وجاء فيه: يا نِساء أرْضعن السائقين..! الضَمِير المُتَكَلِّم: يقول الشيخ عبدالمحسن العُبِيْكان في أحد برامج الإفتاء التلفزيونية ما نصه: (الرضاع ما كان دون الحَولِين؛ ((والوالدات يرضعن أولادهنّ حولين كاملين لمن أراد أن يتمّ الرضاعة))؛ لكن ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وكذلك الشّوكاني، وعدد من العلماء المحققين إلى أنه إذا احتاج أهل بيت «ما» إلى شخص يدخل عليهم أو يسكن معهم؛ ودخوله فيه صعوبة عليهم بسبب وجود بنات وزوجة؛ ففي هذه الحالة لا بأس أن ترضعه الزوجة؛ والدليل حديث سالم مولى حذيفة، فلما نَزَل تَحْرِيم التبني جاءت امرأة أبي حذيفة، وقالت: يارسول الله إن سالماً يدخل علي، وقد حرم الله التبني؛ فقال: أرضعيه تَحْرُمِي عليه، (وهو كبير) وكذلك عائشة رضي الله عنها إذا كانت تحتاج أن يدخل عليها أحد، طلبت من إحدى أخواتها أن ترضعه؛ وأكد الشيخ العبيكان أن هذا ليس حكماً خاصاً، بل عاماً). يقول أحد الأصدقاء: يمكن أن يُفِيد من فتوى الشيخ العبيكان هذه (وهي محفوظة على موقع اليوتيوب)؛ النساء المحتاجات للسّائقين الأجانب فما عليهن إلا أن يقمْن بإرضاعهم ليصبحوا محارم للبيت كله !! ويقول آخر: تلك الفتوى حَلَّ سريع ومناسب للتخلص من الزوجات الغَثِيثَات، تَرضع منها، وتصير أمك، وتَحْرَم عليك وتِفْتَك !! وأقول: سبق طرح هذه القضية عام 2007 م عن طريق الدكتور عزت عطية من علماء الأزهر؛ حيث قال: بجواز إرضاع المرأة لزميل العمل منعاً للخلوة غير الشرعية، وقد هاجمه بعدها الكثير من أهل العلم؛ فما الذي تغير اليوم؛ وأخيراً لماذا لا يترك أمْر الفتاوى التي تتعرض لبعض ما تَعَارف عليه الناس، وتثير جدلهم للإفتاء عبر المراكز العلمية؛ وهي مطالب سابقة للشيخ العبيكان خالفها اليوم !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. وكان الشيخ العبيكان قد شدد في حديث ل"العربية.نت" الجمعة 21-5-2010 على أن "ما تم تناقله خلا من الشرط والضابط الذي أكد عليه، وهو عدم الإرضاع من الثدي مباشرة، مؤكداً أنه يجب أن يتم أخذ الحليب بطريقة مناسبة بعيدة عن ذلك، ويتم تناوله من قبل الشخص المعني". وأشار إلى أن حديثه كان في مقابلة مع إحدى قنوات التلفزيون السعودي مؤخراً، وقال فيها "إذا احتاج أهل بيت (ما) إلى رجل أجنبي يدخل عليهم بشكل متكرر وهو أيضاً ليس له سوى أهل ذلك البيت ودخوله فيه صعوبة عليهم ويسبب لهم إحراجاً وبالأخص إذا كان في ذلك البيت نساء أو زوجة، فإن للزوجة حق إرضاعه". واستشهد بحديث سالم مولى حذيفة وأقوال أخرى استشهد بها عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذلك ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية، مؤكداً أنها ذكرت وموجودة في المؤلفات الخاصة بابن تيمية، مشيراً إلى أن فتوى إرضاع الكبير بحسب ما حددها من ضوابط هي حالة "لا تختص بزمن معين وإنما هو للعامة في جميع الأزمان".