- حلب - وليد عزيزي - تتواصل المعارك الضارية بين الجيش السوري الحر وجيش النظام المدعوم من حزب الله اللبناني في مدينة القصير بريف حمص، في وقت تعرضت فيه عدة بلدات سورية لقصف عنيف، فيما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 165 قتيلا أمس الجمعة معظمهم في حمص وحلب ودمشق وريفها. وأورد التلفزيون السوري الرسمي الجمعة أن "القوات النظامية سيطرت على قرية الجوادية ليصبح الطوق محكما على مقاتلي المعارضة في مدينة القصير من الجهة الشمالية". وكانت هذه القوات ومقاتلو حزب الله شددوا الخناق على المدينة خلال الأيام الماضية من الجهات الغربية والشرقية والجنوبية. وتعرضت القصير منذ صباح أمس لقصف مكثف من عدة محاور استخدمت فيه المدفعية الثقيلة وصواريخ أرض أرض إلى جانب القصف الجوي المكثف، وفق ما ذكر الجيش الحر الذي أعلن أن قواته قتلت أكثر من 25 من عناصر حزب الله وأصابت ثلاثين بمعارك ضارية متفرقة في غرب وجنوب القصير وفي جوسية، ثلاثة منهم قتلوا باستدراج إلى حقول الألغام. وأوضح أن مقاتلي الحر نجحوا في استدراج سبعة من قوات النظام لأحد الأنفاق المفخخة قرب شمال شرق القصير، حيث لقوا مصرعهم جميعا. كما أشار إلى أن قوات الجيش النظامي استهدفت سيارة تقل جرحى بالمحور الشرقي للقصير مما أدى لمقتل ثمانية جرحى مدنيين. وذكر رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بالإنابة جورج صبرة وناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان أن تعزيزات تقدر بمئات من مقاتلي المعارضة القادمين من الشمال تمكنوا من الوصول إلى القصير للمساعدة في الدفاع عن البلدة. وفي المقابل، أعلن ناشطون وصول تعزيزات كبيرة من الحرس الثوري الإيراني ومقاتلين عراقيين للمشاركة في عملية اقتحام الغوطة الشرقية وداريا. أقنعة واقية في هذه الأثناء قال المركز الإعلامي السوري إن إدارة الحرب الكيميائية التابعة للجيش السوري تقوم بتوزيع أقنعة واقية من الغازات السامة على الجنود في الغوطة الشرقية وحرستا ودوما وعين ترما. من جهتها نقلت رويترز عن الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن قتالا اندلع في الغوطة على الحدود الشرقيةلدمشق، مشيرة إلى أن القوات النظامية دمرت نفقا طوله مائتي متر وعمقه عشرة أمتار استخدمه مقاتلو المعارضة في الربط بين حي حرستا في العاصمة وطريق دمشق حمص السريع، وهو الطريق الرئيسي الذي يربط بين شمال سوريا وجنوبها. وفي ريف دمشق أيضا، قالت شبكة شام إن الطيران الحربي للجيش النظامي قصف مدنية عربين. وذكر ناشطون أن الجيش الحر سيطر على مبان كانت تتمركز فيها قوات النظام على أطراف المدينة نفسها. من جهته ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 19 شخصا قتلوا الجمعة في ريف دمشق، بينهم تسعة مقاتلين معارضين في عمليات قصف ومعارك في عدد من القرى والبلدات. ويشير المرصد إلى أن قوات النظام حققت مؤخرا تقدما محدودا في بعض الأحياء والمناطق في ريف العاصمة، من دون أن تسيطر على أي موقع إستراتيجي. وفي تطور آخر أعلن الجيش الحر مقتل ثمانية على الأقل وإصابة عشرين الجمعة في "مجزرة" نفذها عناصر حزب الله بحق النازحين بالضبعة في القصير، بينما تواصل قوات النظام القصف الجوي لحي برزة في العاصمة دمشق. وفي حلب قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن أجهزة تابعة للنظام أَعدمت خمسين سجينا في السجن المركزي. وأفادت الهيئة أن محيط السجن يشهد اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام التي تسيطر على جزء كبير منه. وعمد طيران النظام إلى قصف حلب، بينما قال الجيش الحر في ريف المحافظة إنه قصف مواقع للنظام وعناصر من حزب الله في خان العسل ونبل والزهراء، بينما أفاد ناشطون بأن قوات النظام حاولت اقتحام قرية القبتين قرب معامل الدفاع. وقال نشطاء إن اشتباكات كثيفة وقعت في درعا أيضا. على صعيد متصل أطلق ناشطو الحراك الثوري في سوريا على مظاهراتهم اليوم اسم "مبادئ الثورة خطوطنا الحمراء"، وأكدوا في بيان خاص أن أول مطالبهم هو أنه لا مكان للأسد وكل من تلطخت أيديهم بدماء السوريين في أية مرحلة انتقالية. وأكد الناشطون تمسكهم بوحدة الأراضي السورية والتنوع الطائفي والديني والعرقي، وطالبوا بإعادة بناء الجيش والأجهزة الأمنية لتعود لدورها في حماية السوريين، كما شددوا على تمسكهم بالملاحقة القانونية للمجرمين وقتلة السوريين. وجابت المظاهرات العديد من المدن مثل بلدات حاس وبنش وكفرنبل والهبيط ومعرمصرين بمحافظة إدلب، وكذلك محافظة الحسكة شرقي البلاد ومدينة القامشلي، وفي حي الوعر بحمص وفي تلبيسة والدار الكبيرة.