- سلطان المالكي - في ظل تزايد نسبة أعداد العمالة في المملكة، خصوصاً مع حالات الهجرة الجماعية عبر الحدود السعودية الجنوبية، وعلى رغم حالات القبض والحوادث التي يتعرض لها مهربو العمالة التي تدخل الحدود بطريقة غير نظامية، ارتفعت أصوات عدد من المواطنين والمختصين والأمنيين للتحذير من الخطر المتزايد من وجود تلك العمالة في منطقتي عسير وجازان، مشيرين إلى أن نسبة العمالة المجهولة بات يلسمها أي مواطن من خلال انتشارهم عند الإشارات الضوئية وفي المحال التجارية، وطالبوا بإعادة النظر في عملية التعامل مع تلك القضية، وإيجاد الحلول الناجعة لها. وأشار المواطن عبدالله القرني أحد أعيان محافظة سبت العلاية في منطقة عسير إلى معاناتهم من خطر الإثيوبيين والجالية اليمنية في تهريب عدد الخمور، واستغلال القرى وشباب المنطقة في تسهيل مهماتهم وتهريبهم، وقال: «هناك من يعرض على أبنائنا المبالغ الكبيرة من أجل تهريب عدد كبير من تلك الجاليات إلى مكةوجدة والرياض، وهذا بحد ذاته خطر، ناهيك عن القضايا الأخلاقية الأخرى»، وأشار إلى أنه يجب أن تتحرك كل الجهات لإيقاف الزحف إلى السعودية عبر المنافذ بطريقة غير نظامية. وقال المهندس سياف البيشي ل«الحياة»: «أنا مقاول وأعمل لمشاريع كبيرة للدولة، وأعاني من إجراءات وزارة العمل المشددة من أجل توفير العمالة، في حين أن أعداد المجهولين بدأت تتزايد من أجل البحث عن العمل داخل المملكة، ولولا وجود رغبة وطلب لهؤلاء المجهولين داخل المملكة وتسهيل دخولهم، لما حدث ما حدث، ولو راجعت وزارة العمل بجدية وواقعية وشُكلت لجنة من الداخلية وعدد من الوزارات للبحث في عدد العمالة داخل المملكة، لوجدت أنها تزايدت أضعاف ما كان في السابق، وفي شكل غير رسمي، أي أنهم غير مسجلين في الجوازات»، وأضاف: «إن ذلك يؤكد أن التجار يواجهون ضغوطاً ويبحثون عن حلول حتى لو كانت مخالفة للنظام، لذلك أرى إعادة النظر في ذلك، ووضع نظام بإقامات عمل مدة معينة، لتخفيف وجودهم بطريقة غير نظامية». ولفت مصدر مطلع إلى أنه خلال 48 ساعة تم رصد أكثر من ثلاث حوادث لسيارات تحمل أعداد كبيرة من المجهولين كانت بين طريقي تثليث - بيشة، والرين - بيشة، وطرق جنوب منطقة عسير، وتم اكتشاف أكثر من 85 مجهولاً يدخلون المنطقة بسيارات مواطنين سعوديين، مشيراً إلى أنه في يوم السبت الماضي ورد بلاغ لفرع الهلال الأحمر في منطقة عسير يفيد بوجود سيارة تحمل 21 وافداً دخلوا بطريقة غير نظامية، منهم 11 امرأة وعشرة رجال، بينما تبذل الجهات الأمنية تحركاً ملموساً في شرق منطقة عسير من خلال صحراء المهمل ومحافظة تثليث ومركز الأمواه، لكن تلك الجهات تتسم باتساع صحرائها الذي من الصعوبة السيطرة عليه إلا بزيادة عدد المراكز الأمنية. وأضاف أن من ضمن الحوادث التي تعرضوا لها وقضى على تسعة منهم حادثة مرورية مع حافلة تقل معلمات عبر طريق سراة عبيدة، في حين تم القبض على 23 آخرين تعطلت بهم سيارة التهريب في «الخاطبية» شرق الجنينة في محافظة بيشة، كما سجل ذلك المركز عدداً من حالات الموت لمجهولي الهوية الذين حاولوا التسلل عبر صحاري قفار، بينما أوضح المتحدث الإعلامي باسم شرطة منطقة عسير الرائد عبدالله آل شعثان أن الجهات الأمنية تقوم فعلياً بمباشرة مثل هذه الحوادث، وتقبض على عدد من المهربين الوافدين الذين يدخلون بطريقة غير نظامية، إلا أنها ليست ظاهرة مخيفة، إلا أن التهريب موجود عبر الساحل وشرق منطقة عسير لارتباط طرقها مع المنطقة الوسطى والغربية. وكانت إمارة منطقة عسير شكّلت في وقت سابق اجتماعاً مع اللجنة الأمنية، وخططاً للبحث في هذه الأزمة والعمل على التقليل منها من خلال التنسيق مع الجهات الأمنية كلها، بما في ذلك حرس الحدود في ظهران الجنوب وعبر المنافذ الإقليمية بين المناطق، كما حثّ أمير المنطقة، في وقت سابق، الجهات الأمنية على بذل المزيد من أجل القبض عليهم وتحويلهم للعدالة