- القاهرة - ابراهيم بسيونى- أعلن الرئيس المصري محمد مرسي أن بلاده لا توافق أبدا على التدخل العسكري في مالي، كما لا تقبل أي تطرف أو عنف ضد الآمنين والأبرياء، لأن ذلك من شأنه أن يؤجج الصراع. وشدد مرسي في كلمته التي ألقاها الإثنين أمام القمة الاقتصادية التنموية العربية الثالثة المنعقدة حاليا في الرياض على ان يكون التدخل في مالي سلميا وتنمويا، وأن تصرف الأموال والجهود إلى التنمية. وأوضح “إننا لا نريد خلق بؤرة جديدة للصراع الدامي في وسط إفريقيا تعزل الشمال العربي عن عمقه الإفريقي". وأضاف أن الموقف دقيق وحساس، حيث إن هناك فارقا بين أن نقف ضد العدوان أوالتدخل العسكري في مالي، وأن نكون إلى جوار الشقيقة الجزائر درءا لأي مفسدة وصدا لأي عدوان يهدد أمن أي دولة عربية شقيقة. وبشأن الوضع السوري، قال مرسي ان الشعب السوري "يتعرض يوميا ليس فقط الى القتل والتدمير بصورة وحشية من النظام واعوانه بل ايضا الى معاناة في حياته اليومية وتدمير لبينته الاساسية وينعكس ذلك سلبا على الاحتياجات الانسانية ويقوض فرص تحقيق التنمية المستدامة ويتطلب جهدا بعد انتهاء الصراع لتحقيق ما يصبو اليه الشعب السوري". واكد ان "مسؤوليتنا تجاه الشعب السوري تحتم علينا سرعة الحركة مع المجتمع الدولي لوقف نزيف الدم وانهاء حقبة الحكم الحالية في سوريا وتمكين الشعب السوري من تحقيق ما يريد". واشار مرسي الى ان "بلاده تتطلع للعمل مع اشقائها العرب ليس لمواجهة التحديات التي تواجه الامة فحسب بل ايضا لاستغلال الفرص المتاحة التي يمكن من خلالها الوصول الى ما تتطلع اليه الدول العربية من تنمية وتكامل فيما بينها"،مشددًا على ان "مصر حريصة على استقرار وأمن جميع الدول العربية". وقال الرئيس المصري إن إمكانيات الدول العربية كبيرة ويجب استغلالها بشكل أفضل، مؤكداً أن التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها الدول العربية "كبيرة ومتنوعة"، ولا بد من التعامل معها من خلال تضافر الجهود بين كافة الدول. كما وجه مرسي الدعوة لإطلاق مبادرة عربية لمتابعة تنفيذ مبادرات التنمية المستدامة، وقال إنه "لا بد من إرادة سياسية لوضع برامج زمنية وآليات قابلة للتنفيذ." وشدد مرسي على ضرورة السعي لتوفير المساعدات العاجلة للحكومة الفلسطينية، وحث الدول المانحة على اتخاذ خطوات مماثلة. وفي ختام كلمته، سلّم مرسي رئاسة القمة الاقتصادية العربية الى السعودية. وانطلقت أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات، في الرياض الاثنين، برئاسة ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير سلمان بن عبد العزيز، نيابة عن العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز. وتناقش القمة، التي تعقد مرة كل عامين، قضايا اجتماعية واقتصادية وبيئية، ومن المتوقع أن يعمل المشاركون على تقييم ما تم تنفيذه من قرارات القمتين الاقتصادية السابقتين اللتين عقدتا في الكويت 2009، وشرم الشيخ عام 2011