حذّر الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي، المسؤولين العرب من مخاطر البطالة التي قد تجنح ب«الشباب العربي إلى العنف»، مطالباً بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومساعدته في مواجهة ما يتعرض له من تعسف، وتوفير المساعدة المالية العاجلة إلى الحكومة الفلسطينية، لتتمكن من الوفاء بالتزاماتها تجاه مواطنيها. ودعا خلال كلمته أمس (الاثنين) في افتتاح أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة إلى سرعة التحرك مع المجتمع الدولي لوقف نزيف الدم السوري، وإنهاء هذه «الحقبة من حكم النظام في دمشق وتمكين الشعب من اختيار قيادته» مؤكداً أن هذا ما تسعى إليه مصر على كل الصعد. وفي الشأن المالي أعلن مرسي عدم موافقة بلاده على التدخل العسكري الفرنسي في مالي، وقال: «لا نوافق أبداً على التدخل العسكري في مالي، لأن هذا من شأنه أن يؤجج الصراع في المنطقة» موضحاً أن القاهرة لا تقبل «أي تطرف أو عنف أو عدوان على الآمنين في مالي، ولا تريد خلق بؤرة جديدة من الصراع الدامي في شمال أفريقيا، تفصله عن عمقه في الجنوب». ورأى أن تبني الدول العربية عقد سلسلة من القمم في المجالات الاقتصادية والسياسية ينم بوضوح عن إحساس بأهمية مواجهة المتطلبات الحالية والعمل من خلال كل الآليات المتاحة. وأكد أن المبادرات المطروحة أمام القمة الحالية تستحق البحث في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية الرامية إلى تحسين الأوضاع العربية، مشدداً على أهمية صياغة الخطوط الاسترشادية وخط السياسات الاقتصادية، للوصول إلى أهداف وتطلعات الدول العربية ومضاهاة ما تحقق على المستويات الدولية. وقال إن معدل التجارة البينية العربية من المعدلات الضعيفة جداً، مقارنة بحجم التجارة العربية مع الدول الأجنبية، مطالباً بالعمل من أجل إنشاء السوق العربية المشتركة. وعدّد الرئيس مرسي التحديات المشتركة التي تواجه الأمة العربية، ومن بينها كيفية التعامل مع الآثار السلبية للعولمة والمنافسة القوية للصادرات الأقل كلفة والتراجع عن الاعتماد على البحث والتطوير العلمي، موضحاً أهمية درس كيفية التنسيق المشترك في مواجهه الاضطرابات المالية والتقلبات في أسعار الصرف، والتصدي لمشكلة البطالة المرتفعة، وضرورة رفع نوعية التعليم والتدريب والتأهيل، ومشيراً إلى أن من التحديات التي تواجه الأمة العربية أهمية تجاوز إشكاليات المرأة في المجتمع ودورها في التنمية وإدارة عملية الإصلاح والتطوير. وطالب الرئيس المصري بإطلاق مبادرة عربية لمتابعة قضية التنمية المستدامة، والتنسيق بين الموقف العربي من خلال مجلس وزاري عربي موحد، منوهاً باستضافة السعودية للدورة الحالية للقمة، وما سخرته من إمكانات وتسهيلات لضمان نجاحها، وعبّر عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين رئيس الدورة الحالية للقمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولحكومة المملكة على حسن الاستقبال.