- سامي الشهري - اعلنت 130 دولة امس اعترافها ب «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية» ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري، وذلك خلال اجتماع «اصدقاء الشعب السوري» الذي عقد في مراكش، وهو الاجتماع الرابع لهذه المجموعة بعد اجتماعات سابقة في تونس واسطنبول وباريس. ويعد هذا الاعتراف اهم مكسب ديبلوماسي حققه الائتلاف منذ تشكيله في المؤتمر الذي عقد في الدوحة في الشهر الماضي. وفي تطور قد يكون شديد الأهمية، أفادت مصادر في حلف شمال الأطلسي أن القوات النظامية السورية أطلقت هذا الاسبوع عدداً من صواريخ سكود الباليستية. وقال مسؤول في الحلف أن «استخبارات حليفة ومراقبة واستطلاع رصدت اطلاق عدد من الصواريخ الباليستية القصيرة المدى هذا الاسبوع... ويشير المسار والمسافة التي قطعتها هذه الصواريخ إلى أنها من طراز سكود». وفي خطوة رحب بها «الائتلاف»، أعلنت المملكة العربية السعودية منح هبة مقدارها 100 مليون دولار للمعارضة. وجاء الإعلان عن الهبة في الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي رأى أن تشكيل ائتلاف المعارضة السورية تحت قيادة موحدة «يشكل بصيص أمل». وأعرب عن أمله في «أن يتمكن هذا الائتلاف من بلورة منظور شامل وواضح لتحقيق طموحات الشعب السوري بمكوناته كافة. ويحافظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً وسيادة». وبعدما أكد اعتراف بلاده بالائتلاف السوري ممثلاً حقيقياً وشرعياً للشعب السوري. دعا إلى توحد المعارضة السورية بغية تحقيق خيارات الشعب السوري والانتقال السلمي للسلطة. واعلن سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي ان اللقاء المقبل لاصدقاء الشعب السوري سيعقد في ايطاليا في موعد لم يتم تحديده. كما اعلن وزير الخارجية البلجيكي ديدييه رينديرز ان بلجيكا اقترحت على «الائتلاف» فتح ممثلية له في بروكسل مقر مؤسسات الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي. وقال ان بلجيكا مستعدة اما لاستضافة مؤتمر لاصدقاء سورية او اجتماع لحكومة انتقالية اذا شكلت بسرعة. لكنه اوضح ان «السفارة السورية في بروكسل لن تغلق» لكن «يمكن اقامة مكتب ثان» يمثل المعارضة في العاصمة البلجيكية. وبرز على هامش اجتماع مراكش خلاف في وجهات النظر بين الادارة الاميركية ورئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب، وذلك بعد اعلان واشنطن انها تعتبر «جبهة النصرة» تنظيماً ارهابياً يرتبط بتنظيم «القاعدة»، ومنعت المؤسسات والرعايا الاميركيين من التعامل معه. فقد حث الخطيب في كلمته الادارة الاميركية على إعادة النظر في تصنيفها «جبهة النصرة». وقال إنه قد يكون هناك اختلاف مع بعض الأحزاب وأفكارها ورؤيتها السياسية والأيديولوجية لكن ما من شك في أن كل أسلحة المعارضة تهدف إلى اطاحة النظام السوري. وفيما رفضت وزارة الخارجية الاميركية التعليق على هذا الموقف، اعلن وليام بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأميركية الذي حضر اجتماع مراكش بدل الوزيرة هيلاري كلينتون التي غابت لاسباب صحية، ان الخطيب مدعو الى زيارة واشنطن «في اقرب فرصة. وقال الخطيب، في كلمته امام الاجتماع: «اوجه رسالة مباشرة الى الاخوة العلويين ونقول بكل صراحة ان الثورة السورية تمد يديها لكم فمدوا ايديكم لها وابدأوا العصيان المدني ضد النظام فقد ظلمكم كما ظلمنا.» وحمّل المجتمع الدولي وخاصة روسيا «كامل المسؤولية في حال استخدم النظام الاسلحة الكيمياوية ضد شعبنا». كما دعا ايران و»حزب الله» الى التوقف عن دعم النظام. وانتقدت جماعة «الاخوان المسلمين» السورية في بيان امس القرار الاميركي بادراج «جبهة النصرة» على لائحة المنظمات الارهابية، ووصفت القرار بانه «اجراء متعجل وخاطىء ومستنكر». واعتبر البيان الاجراء الاميركي «مناقضا لدعم مشروع الحرية والكرامة الانسانية». واضاف «ما تابعه المجتمع الدولي على مدى عشرين شهرا، وما وثقته المنظمات الحقوقية الدولية يؤكد ان الارهابي الاول والوحيد على الارض السورية هو بشار الأسد وعصاباته المجرمة». من جهة اخرى انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتراف الولاياتالمتحدة ب «الائتلاف» السوري. وقال ان روسيا تعتبر ان الولاياتالمتحدة «تعول على انتصار الائتلاف بواسطة السلاح»، ما يتعارض مع بنود مبادرة جنيف التي تدعو الى اطلاق حوار بين الحكومة السورية من جهة والمعارضة من جهة اخرى. على الصعيد الميداني، انفجرت بعد ظهر امس سيارة ملغومة وعبوتان ناسفتان امام البوابة الرئيسية لوزارة الداخلية في دمشق، ما أدى الى سقوط سبعة قتلى، بحسب مصادر رسمية سورية. وتقع وزارة الداخلية في حي كفرسوسة القريب من ساحة الامويين.