في خطوة اعتبرها المراقبون تراجعا في الموقف الروسي من الأزمة السورية أعلن مبعوث الكرملين الخاص لشؤون الشرق الأوسط أن احتمال انتصار المعارضة السورية «لا يمكن استبعاده» وأن روسيا تعمل على إجلاء رعاياها من هناك إذا استدعى الأمر في حين أكد ايضا أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسين أمس الخميس أن النظام السوري «يقترب من الانهيار» وسط تأكيد من قبل رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب ان الشعب السوري لم يعد بحاجة الى تدخل قوات دولية مع تقدم مقاتلي المعارضة نحو وسط العاصمة دمشق في مسعاها للإطاحة بالرئيس بشار الاسد ونظامه. واعلن ميخائيل بوغدانوف احد نواب وزير الخارجية الروسي ان النظام السوري يفقد السيطرة على البلاد «أكثر فأكثر» واعتبر انه لا يمكن استبعاد انتصار المعارضة في النزاع. وقال راسموسين في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روت في مقرّ الحلف في بروكسل «أعتقد ان النظام في دمشق يقترب من الانهيار» وأضاف «الآن ما هي إلا مسألة وقت» و«أدعو النظام إلى وقف العنف وإدراك الوضع الحقيقي وإطلاق عملية تتيح تحقيق الطموحات الشرعية للشعب السوري». من جهته قال الخطيب إن المعارضة ستدرس مقترحات من الاسد لتسليم السلطة ومغادرة البلاد إذا أراد ذلك لكنها لن تعطي أي ضمانات الى أن ترى عرضا جادا. وتحدث الخطيب بعد اجتماع للمعارضة مع مجموعة اصدقاء سوريا التي تضم دولا غربية وعربية في مدينة مراكش المغربية. ميدانيا قتل اكثر من عشرين شخصا امس في انفجار سيارتين مفخختين في ريف دمشق غداة تفجير استهدف وزارة الداخلية في العاصمة واصيب فيه الوزير بجروح. من جهتها تبنت جبهة النصرة الاسلامية على حسابها على موقع تويتر الالكتروني امس الهجوم على وزارة الداخلية. في هذا الوقت، اكد مسؤول امريكي وضابط سوري منشق ان النظام السوري استخدم صواريخ ارض ارض من طراز «سكود» في النزاع الداخلي، الامر الذي سارعت دمشق الى نفيه «جملة وتفصيلا». من جانبها نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين امريكيين تأكيدهم امس أن القوات الحكومية السورية أطلقت عددا من صواريخ سكود باتجاه مواقع الثوار خلال الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي يعني دخول الأزمة الدائرة هناك منذ نحو سنتين، مرحلة جديدة من التصعيد. واوضح مسؤولان امريكيان، رفضا الكشف عن هويتيهما، ان قوات الأسد أطلقت هذه الصواريخ من منطقة قريبة من العاصمة دمشق باتجاه المقاتلين المعارضين في شمال سوريا.