قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم: إنّ إعلان المملكة المتحدة بدء تلقيح السكان ضد كوفيد 19 يمثل بصيص نور في نهاية النفق. ودعا في مؤتمر صحفي إلى عدم الظّن أن الجائحة أوشكت على الانتهاء مع التوصل إلى لقاحات؛ لأن الطريق لا يزال طويلاً قبل انتهاء الوباء؛ إذ يشهد الفيروس انتشارًا واسعًا في العديد من المناطق. كما دعا إلى عدم التسرع في رفع القيود لحماية الناس من الفيروس، وقطع سلاسل العدوى، مؤكدًا أن القضاء على الوباء مسؤولية كل فرد، وأن سلوك كل فرد هو الذي سيحدد كيفية تطور الجائحة. وحثّ أدهانوم بلدان العالم على إجراء تقييم لمدى جاهزيتها لتلقيح السكان، بما يسمح بتحديد الثغرات وتذليلها. كما دعا صناع القرار لتمرير التشريعات أو العمليات التنظيمية اللازمة لعملية التلقيح، وتكييف الاستراتيجيات بشكل سريع، والتواصل مع المواطنين لتوضيح أماكن التلقيح. وأشار إلى أنّ مرفق كوفاكس سيقدم اختبارات التشخيص الجديدة واللقاحات إلى 189 دولة، وسيوفر في المرحلة الأولى ما يسمح بتلقيح 20% من السكان، تشمل العاملين الصحيين والفئات الأكثر عرضة للخطر. وأوضح أنه لتحقيق ذلك، وتوفير مليارَيْ جرعة لقاح حول العالم، وضمان الإمدادات، يتعين توفير 4،3 مليار دولار خلال العام الجاري لتمويل مرفق كوفاكس. مؤكدًا ضرورة توعية الناس حول أهمية تلقي لقاحات كوفيد 19. وقد نشرت المجموعة الاستشارية التقنية لمنظمة الصحة العالمية تقريرًا عن الاعتبارات السلوكية؛ حتى يقبل الناس تلقي لقاح كوفيد 19. وأكد البروفيسور سانساين، رئيس المجموعة، أنه من الممكن زيادة قبول الناس اللقاح عبر خلق بيئة مهيّأة، تجعل التطعيم سهلاً وسريعًا، وبأسعار معقولة، وكذلك تسخير التأثيرات الاجتماعية، مثل قادة الرأي و الأشخاص الذين يعرفهم ويثق بهم المجتمع، وتحفيز الناس على تلقي اللقاح عبر الحوارات المفتوحة والشفافية؛ وذلك لتعزيز الثقة، وتخفيف درجة عدم اليقين في اللقاح، وتبديد المخاوف من مخاطره، وتوضيح سلامة التطعيم وفوائده، ومنافعه الاجتماعية لحماية الفرد وأسرته. وأوضح أنه لا توجد مقاربة نمطية موحدة لإقناع الجميع بفوائد اللقاح، بل هناك مقاربات تناسب كل مجتمع وثقافته وعاداته. وقالت المديرة التقنية لكوفيد 19، الدكتورة ماريا فان كيركوف: إنّ الأشهر الستة القادمة ستكون صعبة؛ فلا يزال سلوكنا يمثل الحياة أو الموت لنا ولعائلاتنا.. داعية إلى مواصلة اتخاذ الحذر، والالتزام الصارم بالإجراءات الاحترازية، وتجنب الأماكن المكتظة، ووضع الكمامات، وغسل اليدين، والتهوية.