في حين تتسابق دول العالم في حملات التطعيم ضد فيروس كورونا بشكل كبير لكبح تفشي الجائحة، دعا مدير عام منظمة الصحة العالمية اليوم السبت بشكل عاجل مصنّعي اللقاحات إلى أن يتشاركوا التقنيات للمساعدة في زيادة الإنتاج بشكل كبير، محذرًا من العودة للمربع الأول. وأفاد تيدروس أدهانوم غيبريسوس الصحفيين أنّ عدد لقاحات كوفيد-19 التي تم تلقيح الناس بها تجاوز الآن 100 مليون إصابة تم الإبلاغ عنها في جميع أنحاء العالم. كما أعرب عن قلقه من أن أكثر من ثلاثة أرباع اللقاحات تم استخدامها في 10 دول غنية فقط، محذراً من أن التوزيع غير المتكافئ للقاحات يعرض التقدم المحرز ضد الوباء للخطر. وقال "ما لم نقمع الفيروس في كل مكان يمكن أن نعود في نهاية المطاف للمربع الأول". كما قال إن "بعض الدول قامت بالفعل بتلقيح نسب كبيرة من سكانها المعرضين لخطر أقل للإصابة بأمراض خطيرة أو الوفاة"، بدون إعطاء أمثلة محددة. في الوقت نفسه، قال إنّ "ما يقرب من 130 دولة بها 2,5 مليار شخص لم تقدم بعد جرعة واحدة". ومن المتوقع أن تبدأ منصة كوفاكس المدعومة من منظمة الصحة العالمية، والهادفة إلى ضمان الوصول العالمي العادل إلى اللقاحات المضادة لكوفيد، بشحن الجرعات في وقت لاحق من هذا الشهر. وحضّ الدول على "تقاسم الجرعات بمجرد الانتهاء من تطعيم العاملين الصحيين وكبار السن". وأكد أنّ مصنّعي اللقاحات يتحملون أيضًا مسؤولية القيام بالمزيد، مؤكدا أنّ هناك حاجة إلى "زيادة هائلة في الإنتاج". وأشار الى عدد من الخطوات التي يمكن أن يتخذها مصنّعو اللقاحات لزيادة إنتاجهم، بما في ذلك إصدار "تراخيص غير حصرية للسماح للمنتجين الآخرين بتصنيع لقاحهم"، وهو أمر تم القيام به سابقًا لتوسيع الوصول إلى علاجات فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد الوبائي سي. وأشاد تيدروس بشركات مثل سانوفي ونوفارتيس التي قالت الأسبوع الماضي إنها ستستخدم بنيتها التحتية للمساعدة في إنتاج لقاحات فايزر/بايونتيك، وحث الشركات الأخرى على اتباعها. كما دعا إلى المشاركة الطوعية للبيانات والتقنيات للمساعدة في تمكين "الاستخدام الفوري لقدرة الإنتاج غير المستغلة والمساعدة في بناء قواعد تصنيع إضافية، خاصة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية".