ضمن خطة النشاط الثقافي لمركز عبدالرحمن السديري الثقافي لهذا العام، أقيمت مساء أمس (الأربعاء) محاضرة بعنوان«الوثائق الأهلية وأهميتها في توثيق تاريخ منطقة الجوف» ألقاها الباحث في الوثائق والتاريخ السعودي الدكتور فائز الحربي في قاعة العرض والمحاضرات بدار العلوم بالجوف ؛ وأدارها بدر البليهد، وحضرها مجموعة من أعضاء المجلس الثقافي وعدد من أبناء منطقة الجوف، ونقلت للقسم النسائي عبر الدائرة التليفزيونية المغلقة. و تحدث الدكتور الحربي عن الوثائق تعريفها وأنواعها، وأكد على أن الوثيقة هي كل مدون يحتوي على معلومات ذات قيمة تاريخية، مضيفا أن الوثائق الأهلية أو الخاصة هي ما يطلق عليها وثائق غير رسمية. وذكر الحربي أن أكثر المصادر وأصدقها الوثائق التي كتبت في حينها وتعتبر مصدرا موثوقا إذا وجدت من يوثقها ويعتني فيها، وهذا ما تحتاجه منطقة الجوف إسوة بالمناطق الأخرى. وأضاف أن الوثائق الأهلية هي الوثائق المحلية عند الأسر بغض النظر عن موضوعها، مستشهدا بتجربة جمع وثائق الغاط حيث جمع أكثر من ٢٠٠٠ وثيقة تغطي أكثر من ٤٠٠ سنة ماضية وقال الحربي: «إن الجوف أولى بجمع الوثائق قبل أن تتلف أو يأتي أجيال يرون أنها من الماضي وترمى أو تتلف، والوثيقة مخلوق قابل للتلف والضياع إذا لم يصل إلى جهة بحثية تصورها وتحفظها للأجيال المعاصرة والقادمة»، مستشهدا بنشر الغرب للوثائق منذ ثلاثة قرون وأصبحت بداية للتاريخ الواقعي. وطالب الحربي بضرورة تصوير الوثائق وايصالها لهذا المركز لتصويرها وحفظها وإذا اجتمع عدد من الوثائق تكلف لجنة لدراستها ونشرها بإصدار خاص مثل إصدار الغاط، الذي وصل إلى الباحثين الأمريكيين لدراسة تاريخ المنطقة ومعرفة الحالة الاجتماعية في زمن الوثيقة، إضافة إلى التجارة والزراعة وصفات المجتمع والهدايا. وذكر الحربي أن من تجاربهم في الوثائق إصدار وثائق خيبر التي غيرت مفاهيم كثيرة عن مدينة خيبر، مضيفا: «أن منطقة الجوف لم تخدم تاريخيا ونرجو أن نرى مشروعا وثائقيا من منطقة الجوف وأن تقام وحدة خاصة بجمع وثائق منطقة الجوف». وذكر الحربي أن هناك من يتحسس من نشر الوثائق واعتبارها ملكية خاصة وسرية، والوثيقة بعد فترة من الزمن تصبح عامة يجب أن تتاح للجميع. وعن أهمية دراسة الوثائق والاستفادة منها، أفاد بأن الوثيقة تكشف نوعية الخطوط الموجودة وأسماء من كتب الوثيقة وأسماء العلماء والأشخاص وتاريخ نزول بعض الأسر، وتفيد في معرفة الوضع السياسي والاقتصادي ومعرفة النقود المتداولة وطريقة البيع والايجار واللهجة المحلية الدارجة في ذلك الزمن والكلمات التي انقرضت كذلك الأطعمة والأقمشة والملابس والعلاقات الاجتماعية بين الجيران. واستعرض الحربي عدد من الوثائق في الغاط والمدينة المنورة ووادي الصفراء وخيبر، واختتم محاضرته بأن مهمة جمع وثائق المنطقة مسؤولية مشتركة بين الأهالي وبين الجهة التي تتبنى هذا المشروع وفقا ل "عكاظ".