ازد - حلب - وليد عزيزى - قصفت طائرات هليكوبتر ومدفعية سورية منطقتين مهمتين في مدينة حلب يوم الثلاثاء في إطار حملة الجيش للسيطرة على أكبر مدينة في البلاد لكن مقاتلي المعارضة قالوا إنهم أجبروا القوات الموالية للرئيس بشار الأسد على التراجع. وتصاعدت سحب كبيرة من الدخان الأسود الى السماء بعدما أطلقت طائرات الهليكوبتر الهجومية نيرانها على الأحياء الشرقية للمرة الأولى منذ نشوب أحدث قتال في حلب وقصفت طائرة حربية من طراز ميج نفس المنطقة من المدينة في وقت لاحق. وأصبحت المعركة من أجل السيطرة على حلب محور تركيز الانتفاضة التي تفجرت قبل 16 شهرا ضد الأسد حيث يواجه مقاتلو المعارضة قوات الحكومة التي تعززها المدفعية وطائرات الهليكوبتر الحربية. وسمع دوي إطلاق نار كثيف في حي صلاح الدين بجنوب غرب المدينة والذي كان مسرحا لبعض من أعنف الاشتباكات حيث تساقطت القذائف معظم يوم الثلاثاء. وتوصل مراسلو رويترز الى انه لا الجيش السوري ولا مقاتلي المعارضة يسيطرون تماما على الحي الذي قالت الحكومة انها استعادت السيطرة عليه في مطلع الاسبوع. ويشبه حي صلاح الدين ما وصفه أحد المراسلين بأنه "بلدة أشباح" فمتاجره مغلقة دون مؤشر على وجود حياة في المباني السكنية وشوارعه خالية في الغالب من حركة المرور. وأطلق مقاتلو المعارضة الذين كان يرتدي بعضهم أقنعة بينما لف آخرون أوشحة حول وجوههم نيران اسلحتهم الالية عند تقاطعات الشوارع على عدو عير مرئي. ونقل المدنيون والمقاتلون الجرحى الى عيادات مؤقتة. وقال التلفزيون الرسمي السوري اليوم الثلاثاء إن القوات الحكومية مازالت تلاحق فلول "الإرهابيين" هناك -- وهي الطريقة المعتادة لوصف مقاتلي المعارضة. وقال قائد للمعارضين في حلب إن هدف مقاتليه هو التقدم نحو وسط المدينة والسيطرة على منطقة تلو الأخرى وهو هدف قال إنه يعتقد بامكانية تحقيقه "في غضون أيام وليس أسابيع تصاعدت حدة المعارك في حلب الثلاثاء، واعلن الجيش السوري الحر استيلاءه على ثلاثة اقسام للشرطة في المدينة وسط حشود متبادلة من قوات النظام والجيش السوري الحر اللذين استقدما مزيدا من التعزيزات الى المدينة تمهيدا ل"معركة طويلة الامد" بحسب مصدر امني سوري. وبلغت حصيلة الضحايا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء 61 قتيلا هم 40 جنديا نظاميا وثمانية مقاتلين من المعارضة في حلب، و13 مدنيا في مناطق اخرى. على المستوى الداخلي للمعارضة السورية، اثار اعلان ائتلاف جديد للمعارضة عزمه على تشكيل حكومة انتقالية برئاسة المعارض هيثم المالح استياء المجلس الوطني السوري الذي وصف هذه الخطوة ب"المتسرعة" التي من شأنها "اضعاف المعارضة". ووصف المجلس الوطني السوري المعارض الثلاثاء ب"المتسرع" اعلان فصيل جديد للمعارضة السورية في القاهرة عزمه على تشكيل حكومة انتقالية، معتبرا ان من شأن هذه الخطوة "اضعاف المعارضة". وقال رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا ردا على سؤال لوكالة فرانس برس "هذه خطوة متسرعة كنا نتمنى الا تكون"، مضيفا ان "تشكيل هذه الحكومة او غيرها بهذه الطريقة امر يضعف المعارضة". واعلنت في القاهرة الثلاثاء ولادة ائتلاف جديد للمعارضة السورية يحمل اسم "مجلس الامناء الثوري السوري" قام بتكليف المعارض هيثم المالح تشكيل حكومة سورية انتقالية. وعقد مجلس الامناء الثوري السوري مؤتمره التاسيسي الثلاثاء. وفي ختام اعماله، اعلن هيثم المالح ان الائتلاف الذي يضم معارضين مستقلين غير حزبيين، طلب منه تشكيل حكومة انتقالية مقرها القاهرة. وقال المالح "كلفني الاخوة بقيادة حكومة انتقالية وان ابدأ بالتشاور مع المعارضة في الداخل والخارج"، معتبرا ان "المرحلة الحالية تتطلب منا التعاون (...) لتشكيل حكومة انتقالية".