- اعتبر محللون سياسيون، أن منح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ميدالية "جورج تينت"، التي تقدمها الوكالة للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب، تعدّ بمثابة اعتراف دولي بجهود المملكة بشكل عامّ، وولي العهد بشكل خاصّ، في إنقاذ العالم من سرطان الإرهاب، وتقدير لإسهاماته في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، لافتين إلى أن هذه الجائزة سبقها اعتراف كثير من قادة الدول الكبيرة بدور المملكة في إنقاذ ملايين من البشر من خطر الإرهاب، عبر تقديم معلومات استراتيجية، أحبطت مخططات كانت تستهدف تلك الدول. وأكّد المحلل السياسي والكاتب سليمان العقيلي، أن ما منحته الولاياتالمتحدة لولي العهد، يعتبر تقديرًا لشخصه ولجهوده ولمشروعه الاستراتيجي في مكافحه الإرهاب، والذي أسهم في تنفيذه منذ أن كان مساعدًا لوزير الداخلية، بجانب أنه تقدير للتجربة السعودية ككل في هذا الصدد، والتي أشرف عليها أيضًا ولي العهد بنفسه. وأضاف العقيلي، أن التجربة السعودية الواقعة كانت نتاج فكر الأمير محمد بن نايف، وإشرافه على التنفيذ لتقوم على استراتيجيات متعددة الجوانب أولها: الجانب الاستخباراتي، وملاحقه الإرهابيين وضبطهم واستخلاص المعلومات منهم، وثانيها: الجهد الأمني، وثالثها: الجهد الفكري والثقافي، ورابعها: الجهد الاقتصادي بقطع خطوط تمويل للإرهابيين. وأكّد أنه لا شك أن هذه الجوانب الأربعة التي شكلت استراتيجية المملكة لمكافحه الإرهاب -التي اتسقت وتواكبت مع بعضها- هي التي أعطت نتائج إيجابية داخل الأراضي السعودية. واستطرد العقيلي، أن الأمير محمد بن نايف وجهازه الأمني المميز، نجح -أيضا- في مكافحة الإرهاب في الخارج عبر ملاحقه هذه المنظمات الإرهابية، بالتعاون الاستخباراتي مع الدول ذات المصلحة المشتركة، لدرجة أن الصحافة العالمية أطلقت عليه "سفير مكافحة الإرهاب". ولفت إلى أن المباحث العامة بالدرجة الأولى، استطاعت -من خلال عمليات استباقية- إفشال مخططات تلك المنظمات الإرهابية في كثير من الاحيان؛ الأمر الذي انعكس بدوره على الأمن والسلام الدوليين. وبيَّن العقيلي أنه -على سبيل المثال لا الحصر- أفشلت المملكة عملية إرهابية عام 2010، كانت تهدف لتفجير طائرة كانت متجهة من دبي إلى لندن ومن لندن إلى الولاياتالمتحدة. مشيرًا إلى أن المملكة -وباعتراف رئيسة وزراء بريطانيا ووزير الداخلية الأمريكي- أجهضت عمليات إرهابية كانت تستهدف الدول الغربية. وتابع أن تلك العمليات الإرهابية الموجهة للغرب -حال تنفيذها- كانت ستتم باسم العرب والمسلمين، وكانت ستنال من علاقة الأمه العربية والإسلامية بالعالم ككل. مؤكدًا أن دور المملكة الاستخباراتي الواضح أجهض كثيرًا من تلك المخططات، واعترف بذلك قادة الدول الغربية. ونوّه العقيلي إلى أن من أجل هذا الدور والجهود الاستخباراتية المبذولة، التي أسهمت بشكل كبير في حفظ الأمن والسلام في العالم، جاء تكريم أكبر جهاز أمني بالعالم وهو المخابرات الأمريكية CIA، بمثابة اعتراف بالإسهام المميز للمملكة إجمالًا، وشخص الأمير محمد بن نايف بشكل خاصّ. وتسلّم ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ميدالية "جورج تينت" التي تقدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب ونظير إسهاماته لتحقيق الأمن والسلم الدوليين. تجربة تدرس من جانبه، أكد المحلل السياسي عبدالرحمن الملحم أن التجربة السعودية في مكافحة الإرهاب والجريمة أصبحت محلّ دراسة من جميع دول العالم؛ لكي تستخلص منها الدروس. وأشار إلى أن منح الأمير محمد بن نايف تلك الميدالية، التي تعدّ الأعظم في العالم في هذا الصدد، خير دليل على اعتراف العالم أجمع، وفي مقدمتهم الولاياتالمتحدة، بأن المملكة تعتبر سيدة العالم في مكافحة الإرهاب. وأضاف الملحم، أن اكتشاف العملية الإرهابية قبل وقوعها في زمن قياسي بسيط في عديد من العمليات، يعدّ تميزًا من قبل قوات الأمن السعودية، لافتًا إلى حتى في بعض العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها تم اكتشاف مرتكبيها ومن وراءها يكون في زمن قياسي. وأكّد أن كشف العمليات قبل وقوعها أو سرعة القبض على المتورطين، لم تستطع دول كبرى في العالم الوصول إليها كما فعلت المملكة؛ الأمر الذي دعا العالم إلى الاعتراف بأن المملكة هي الأولى من حيث اكتشاف العمليات الإرهابية والقضاء على الإرهاب بصورة عاجلة. وأوضح أن المملكة لم تقم فقط بتجفيف منابع الإرهاب، بل نجحت في القضاء عليه من المنبع، فالمملكة عانت من الإرهاب؛ لكنها استطاعت في زمن قياسي بسيط القضاء على الإرهاب وانتقلت التجربة السعودية إلى دول العالم. استثناء ترامب وفي ما يتعلق باستثناء ترامب للسعودية من حظر الدول السبعة، قال العقيلي، إنه لابد من التذكير بأن وزير الداخلية الأمريكي هو الذي كشف السر وراء الثناء على المملكة خلال استجوابه بالكونجرس في هذا الصدد؛ حيث أكّد أنه لدى المملكة جهاز أمني احترافي وأداء استخباراتي قوي، ولاشك أن هذا الأمر صحيح، يعقب "العقيلي". وأضاف أن المنظومة الأمنية في المملكة، تمكّنت من تطويق الإرهاب. مشيرًا إلى أن تجربة المباحث العامة، والمخابرات تستحق الشكر من السعوديين وجميع أرجاء العالم، نتيجة جهودها التي عبرت حدود المملكة، وخير مثال لذلك اصطياد الإرهابي إبراهيم الغسن الذي هندس تفجير الخبر عام 1996م من طائره هابطة في مطار بيروت وقادمة من إيران. من جانبه، اعتبر الملحم أن تصريح ترامب بمثابة تقدير دولي كبير لدور المملكة؛ لأنها أصبحت محلّ أنظار العالم، بما قدمته من إحلال للسلام، فضلًا عن أنها لم تكن في يوم من الأيام داعية حرب، أو تضمّ جماعات إرهابية أو معتدية على جارة أو دولة كما تفعل إيران، بل دائمًا ما تكون سباقة في تقديم العون للدولة المتضررة. ويرى الخبير في معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية، أنتوني كوردسمان، أن حظر السفر لا يتعلق بالدول "التي تقيم علاقات وطيدة مع قواتها المكلفة بمكافحة الإرهاب؛ حيث توجد بنية متطورة من التعاون الاستخباراتي". وهذا ما ينطبق على المملكة. المنقذ وسبق أن أكّد رئيس الوزراء البريطاني السابق، ديفيد كاميرون، أن بلاده تلقّت معلومات استخبارية من المملكة السعودية أنقذت مئات من البريطانيين" في المملكة المتحدة، الأمر ذاته قالته نظيرته الحالية، تيريزا ماي، خلال كلمة ألقتها خلال اجتماع لها مع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي أكّدت أن المعلومات التي تلقتها بريطانيا من الجانب السعودي أدّت إلى إنقاذ مئات من أرواح الأبرياء في بريطانيا. وعلى نفس المنوال أكدت فرنسا على لسان وزير خارجيتها جان مارك إيرولوت، رغبتها في تعزيز التعاون المشترك مع المملكة لمكافحة الإرهاب والعمل على تجفيف منابع تمويله. مؤكدًا أن الرياض وباريس مصممتان على دحر الإرهاب. وقال وزير الأمن الداخلي الأمريكي، جون كيلي، إن قرار عدم إدراج دول مثل السعودية ومصر على قوائم حظر السفر التي أصدرها الرئيس دونالد ترامب يعود إلى الثقة في قدرة الأجهزة الأمنية بتلك الدول. وأضاف أن السعودية لديها أنظمة أمنية نرى أنها يمكن الاعتماد عليها لجهة وجود سجلات صحيحة، أما الدول التي ليس لديها هذه السجلات فهي دول في حالة فوضى. الدول غير الموجودة على القائمة هي تلك التي لديها أنظمة أمنية يمكننا الاعتماد عليها للتحقيق بخلفيات الأشخاص". كما انتصر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للمملكة، عندما رأى أن الكونجرس ارتكب خطأ برفضه الفيتو الذي استخدمه ضد قانون يسمح بمقاضاة السعودية بسبب هجمات الحادي عشر من سبتمبر. كما أن لجنة 9/11 لم تجد دليلًا على أن مسؤولين سعوديين أسهموا في تمويل الهجمات بحسب صحيفة عاجل.