لم يكن حصول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز؛ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية؛ على ميدالية «جورج تينيت»؛ التي تقدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب؛ مستغربا عطفا على جهودها المشهودة في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله. رئيس الاستخبارات الأميركية «مايك بومبيو» زار الرياض؛ في مطلع جولته للشرق الأوسط؛ وسلّم الأمير محمد بن نايف، «ميدالية ‹جورج تينيت› التي تقدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب، ونظير إسهامات سموه غير المحدودة لتحقيق الأمن والسلم الدوليين». «بومبيو» تحدث أيضا عن «تقدير أميركي أمني خاص للأمير محمد بن نايف، نظير جهوده الحيوية في مكافحة الإرهاب، ومساعدة دول العالم كلها، ليس أميركا فقط، على التوقّي من شرور ما يخططه الشياطين». نجح الأمير محمد بن نايف في القضاء على القاعدة في أوج ازدهارها وقوتها؛ وقطع عليها قنوات التمويل الداخلية التي كانت سببا في قوتها وانتشارها وتمكينها في بعض مناطق النزاع. على الرغم من الدعم الاستخباراتي الدولي لتنظيم القاعدة؛ تمكنت وزارة الداخلية من دحرها وكشف مخططاتها والإسهام في حماية بعض الدول الغربية من عملياتها القذرة. انطبق الأمر على تنظيم داعش الإرهابي؛ البديل (الاستخباراتي) لتنظيم القاعدة. تغير إستراتيجية التنظيم وأهدافه الاستخباراتية لم يحُل دون مواجهته بقوة والسيطرة عليه محليا؛ وتقويض مخططاته التي استهدفت أمن واستقرار المملكة بشكل رئيس. يكشف حجم التمويل؛ والدعم الاستخباراتي واللوجستي؛ الذي حصل عليه تنظيم داعش؛ عن تبعيته لتنظيمات خارجية ودول وضعت نصب عينها أهداف إستراتيجية محددة تسعى إلى تحقيقها من خلال الإرهاب وعمليات القتل والتدمير. وعلى الرغم من الدعم الاستخباراتي النوعي الذي حصل عليه التنظيم؛ والتمويل الاستثنائي والغطاء الدولي المستتر؛ نجحت قوات الأمن في تسديد ضربات استباقية قاصمة له؛ وتفكيك خلاياه الإرهابية العنقودية؛ الأكثر تخفيا وانفصالا عن بعضها البعض والحد من مخاطره؛ والقبض على مجموعات كبيرة من أفراده؛ وما زالت الجهود موجهة لاجتثاثه بالكلية وتجفيف منابع تمويله وكشف مخططاته ومرجعيته الدولية. أحسب أن وزارة الداخلية لم تكن في مواجهة أحادية مع التنظيم؛ بل واجهت أيضا؛ ومن خلاله؛ أجهزة استخباراتية دولية؛ يعتقد أنها المحرك الرئيس له؛ إضافة إلى الحملات الإعلامية الغربية؛ والتقارير الدولية المشبوهة التي سعت جاهدة للربط بين تنظيم داعش والمملكة. أجزم أن السعودية من أكثر الدول المحققة لنجاحات مشهودة في حربها ضد الإرهاب؛ والداعمة لبرامج مكافحته؛ وقطع مصادر تمويله؛ والمنخرطة في عملياته النوعية؛ يشهد على ذلك جهودها الداخلية، ومشاركتها في العمليات العسكرية الموجهة ضد جماعات الإرهاب خارج المملكة. أنصفت الاستخبارات الأمريكية؛ بتقليدها ميدالية «جورج تينيت» للأمير محمد بن نايف؛ جهود المملكة في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله؛ وربما ردت بطريقة غير مباشرة على قانون «جاستا» الذي استهدف المملكة بشكل خاص؛ وعلى الإدارة الأميركية السابقة التي اتخذت موقفا لا يتوافق مع واقع الحال؛ ورؤية الاستخبارات الأمريكية حيال ملف الإرهاب الدولي. هو اعتراف دولي بقيادية المملكة في حربها ضد الإرهاب وتمويله؛ ومساهمتها الفاعلة في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.