حضر إلى الرياض يوم الجمعة الماضي (10 فبراير)، مايكل بومبيو، مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، لتسليم الامير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ميدالية (جورج تينت) للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب. وهذه الميدالية الرفيعة أعطيت لسموه تقديرا لجهوده الحثيثة والمتميزة في محاربة الارهاب والتي جعلته يتعرض لعدة محاولات اغتيال خطيرة كادت تودي بحياته. والامير محمد بن نايف أحد أبرز الشخصيات القوية التي وقفت في وجه الإرهاب للقضاء عليه، وحظي بسمعة عالمية حتى وصفته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية ب «قيصر مكافحة الإرهاب»، والشخصية الذكية التي تعرف جيدا طبيعة الإرهاب. الا ان تسلم الامير محمد بن نايف هذه الميدالية الرفيعة برأيي حدث استثنائي ليس فقط على المستوى الشخصي لسموه، بل على المستوى الوطني والعالمي ويمكن تلخيص ذلك في عدة أمور مهمة: الامر الاول: ان هذه الميدالية التي صدرت من مؤسسة أمنية واستخباراتية مرموقة وعريقة في مجالها CIA، ومن دولة لها تحالف استراتيجي مهم كالولاياتالمتحدةالأمريكية، ويحضر مديرها بنفسه للعاصمة الرياض لتقديم الميدالية لسمو الأمير، تثبت بما لا يدع مجالا للشك، ان السعودية ليست من يدعم الارهاب وليست منبعا له، كما يزعم كثير من الكتاب الغربيين أمثال سايمون هندرسون، زميل بيكر في معهد واشنطن ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في المعهد، الذي قال في مقال له في «فورين بوليسي»، بعنوان: «السعودية تدعم داعش» يتهم فيه الرياض بدعم داعش في العراق، تحديا لإيران او غيره من الكتاب، بل هي اثبات وتأكيد ان السعودية كانت الهدف الرئيس لهذه المجموعات الارهابية، وان السعودية عانت ولا تزال تعاني من هذه الجماعات وعملت بجد في التصدي لها. الامر الثاني: ان السعودية كما ذكرت لم تستسلم للإرهاب وتقع فريسة له بل وبسبب يقظة رجال الامن وعلى رأسهم الامير محمد بن نايف مهندس الامن الاول، واجهت الارهاب بكل قوة وحزم حتى حظيت بخبرة كبيرة استفادت منها كثير من دول العالم وعلى رأسها الولاياتالمتحدة وبريطانيا. فجون كيلي وزير الامن الداخلي الامريكي ذكر في صدد حديثه عن قرار الرئيس دونالد ترامب حظر سفر رعايا سبع دول إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، قال وبشكل صريح، إن هذا القرار لا يشمل السعودية التي تتمتع بقوات أمنية فاعلة، وأجهزة استخباراتية موثوقة. وخلال الجلسة الختامية للقمة الخليجية الاخيرة ال 37 في العاصمة البحرينية المنامة، قالت تريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية، ان «الاستخبارات البريطانية تلقت العديد من الإنذارات من المملكة العربية السعودية حول تهديدات إرهابية، منقذة بذلك العديد من الأشخاص». وفي نفس السياق ذكر رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون الكلام نفسه، مؤكدا بذلك قوة الامن السعودي في مكافحة الارهاب والتصدي له، وغيرها من الدول التي اشادت بدور المملكة في مكافحة الارهاب. الامر الثالث: ان هذه الميدالية تنقض ما سبق ان تحدثت عنه حول الصفحات ال 28 السرية المجتزأة من تقرير التحقيقات حول هجمات 11 سبتمبر، والمحفوظة في خزينة في الكونغرس منذ 15 عاما بذريعة وجود ما يدين السعودية في هذه الاعتداءات، والتي ثبت لاحقا وبعد نشر صفحات التقرير من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكية براءة السعودية من أي شكوك. «وان ليس هناك أي دور يربط السعودية بالهجمات، وليس فيها أي دليل على ما زعمه غراهام او غيره من تكهنات باطلة ليس لها أي اساس من الصحة عن تورط السعودية في الهجمات، سوى اثارة الرأي العام». الامر الرابع: ان هذه الميدالية كذلك سوف تعمل على اعادة النظر من قبل الادارة الامريكية في في «تطبيق العدالة على داعمي الإرهاب»، المعروف ب «قانون جاستا» (Justice Against Sponsors of Terrorism Act-JASTA) الذي يجيز لعائلات ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر مقاضاة الدول التي تورط رعاياها في عمليات إرهابية داخل الولاياتالمتحدة في المحاكم الأمريكية. وهذا ما أكده عادل الجبير وزير الخارجية في أن تعيد ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النظر في «قانون جاستا» المثير للجدل، الذي سعى من يقفون خلفه لاستغلاله من قبل أقارب ضحايا هجمات 11 سبتمبر في مقاضاة المملكة.