: أعلنت محامية عائلة محمد مراح الذي قتلته قوات خاصة فرنسية الشهر الماضي للاشتباه في ضلوعه بهجمات أن بحوزتها شريطين مصورين يثبتان تعرض مراح "لعملية تصفية" من قبل القوات الخاصة الفرنسية التي قتلته "حتى لا تظهر الحقيقة". وقالت المحامية زهية مختاري في مؤتمر صحافي عقدته في براقي بالضاحية الجنوبية للجزائر العاصمة يوم الأحد: "قدمت لنا جهات من قلب الحدث شريطين مصورين متشابهين مدة كل واحد نحو 20 دقيقة يظهر فيهما محمد مراح وهو يقول: لماذا تقتلونني ... أنا بريء". وأضافت - بحسب المسلم -: "تم تصوير الشريطين أثناء الحوار (بين مراح والقوات الخاصة) ويبينان أن الشاب مراح تعرض لعملية تصفية حتى لا تظهر الحقيقة". ورفضت المحامية أن تكشف مصدر الشريطين لكنها أشارت إلى أن مراح يمكن أن يكون هو من صور نفسه عندما قالت: "مراح كان يعرف أن مصيره سيكون التصفية لذلك أراد أن يبين الحقيقة، بعدما تم رفض طلبه بالحديث إلى الصحافة". وأوضحت المحامية أنها ستنتقل إلى فرنسا في الأيام القادمة لترفع الدعوى بشكل رسمي "وتضع بين يدي القضاء الفرنسي الأدلة التي تحوزها". وأشارت إلى أنها ستعلن "المضمون الكامل للفيديو" بعد رفع الدعوى القضائية. وقالت المحامية إنها "ستطالب بالتحقيق مع ثلاثة أشخاص أحدهم مسؤول في المخابرات الفرنسية والآخران عميلان في نفس الجهاز، كانوا يتعاملون مع محمد مراح وهم السبب المباشر في توريطه في هذه العمليات". وتابعت: "هذا لا يعني أن مراح هو من قام بهذه العمليات، ولكنه استخدم وفي النهاية تعرض للتصفية حتى لا تظهر الحقيقة". وذكرت المحامية أن الدعوى القضائية موجهة ضد القوات الخاصة الفرنسية، وأن موكلها والد محمد مراح عندما تحدث لوكالة فرنس برس عن "مقاضاة فرنسا"، إنما فعل ذلك "عن جهل بالقانون باعتباره أمي". وشككت مختاري في اعترافات محمد مراح أثناء حصاره في بيته بارتكابه جرائم قتل ثلاثة أطفال ومدرس يهودي وثلاثة عسكريين بين 11 و19 مارس في تولوز ومونتوبان، وهي الهجمات التي حاصرته السلطات للاشتباه في ضلوعه فيها. وتساءلت المحامية: "هل سمعنا محمد مراح يعترف بشكل رسمي؟ الجواب هو لا". وأشارت المحامية إلى وجود أشخاص مستعدين لتقديم شهاداتهم أمام القضاء "في الوقت المناسب" ومحامين من فرنسا اقترحوا تقديم المساعدة. ودفن محمد مراح عصر الخميس الماضي في القسم المسلم في مقبرة كورنباريو في ضاحية تولوز (جنوب غرب فرنسا) بعد جدل أثير حول مكان دفنه بين الجزائروفرنسا. وكانت السلطات الجزائرية قد رفضت دفنه على أراضيها. ويعتقد على نطاق واسع بأن السلطات تدخلت بعنف ضد مراح في مسعى لإظهار الحكومة الفرنسية بموقف قوي قبيل الانتخابات التي يأمل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الفوز فيها مجددا.