- قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد، في خطبة الجمعة (27 يناير 2017)، من المسجد الحرام، إن العقل وسيلة للفهم وله حدوده فإن تجاوزها وقع في الضلال والانحراف. وأضاف الشيخ بن حميد، أن العقل بمجرده لا يصلح مرجعا ولا ميزانا، مشيرًا إلى أن عقول البشر متفاوتة في قوتها وضعفها وإدراكها واستيعابها، وأن من الخطأ من يخلط ويجعل عقله هو المرجع فما يستنكره هواه أو رأيه أو رغباته فيحسب أن العقل هو الذي استنكره وأباه وما قبله فيظن أن العقل قبله ورضاه وقد علم أن العقول مختلفة منازلها والحظوظ متفاوتة إدراكها. وأشار إلى ما ورد في الخبر "تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في الله فإنكم لن تقدروا قدرا"، فقال أهل العلم إن العقل البشري لا يدرك ما كان خارج الصور التي يحسها ويراها والمدركات التي يعيشها أما الغيب وما وراء المحسوس فلا يدركه العقل إلا بالخبر الصادق. وتابع: إن إبراهيم- عليه السلام- أراه الله ملكوت السماوات والأرض ليكون من الموقنين وأراه كيف يحيي الموتى ليطمئن قلبه فحقائق الغيب لا تدرك إلا بالخبر الصحيح من الصادق المصدوق. وأكد الشيخ بن حميد أن العقل مصدق للشرع في كل ما أخبر به دال على صدق الرسالة والعقل شرط في مادة العلوم وصلاح الأعمال وبه يكمل العلم والعمل؛ ولكنه ليس مستقلا بنفسه بل هو متصل بالكتاب والسنة، موضحا أن العقل إذا انفرد بنفسه لم يبصر وإن استقل بذاته عجز عن إدراك الصحيح.