الرياض-أزد في ليلة تاريخية، توج الأهلي نفسه بطلاً لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين موسم 2015 – 2016 ، بعد غياب منصة تتويجه امتد لأكثر من 32 عاماً، بعد الفوز الاحتفالي الذي خطفه أمام الفتح مساء الجمعة، الجماهير الأهلاوية، وقفت مع فريقها في كل مبارياته هذا الموسم وساندت لاعبيها بشكل كبير مرت أوقات عصيبة عليهم وقت معركة الكر والفر على صدارة مع صاحب المركز الثاني الهلال، لكن حبهم للكيان كان أكبر تتوج هذه الوقفة أفراحاً ملأت مدينة الملك عبدالله الرياضية "الجوهرة المشعة"، لتملأ جنبات الاستاد عن آخرها ليحطم الأهلي أرقام الحضور في ملعب الفريق المنافس بأكثر من 60 ألف متفرج حرصوا على ارتداء شعارات الفريق وحمل أعلامه، لتفرح في مساء الجمعة حيث سيبقى هذا اليوم خالداً في ذاكرة الجمهور الأهلاوي. الأرقام تتحدث: جاء تتويج الأهلي بلقب دوري هذا العام نتاج جهودٍ إدارية وفنية كبيرة بذلت من جميع الأطراف في النادي، وتؤكد الإحصاءات أن الأهلي قدم موسماً استثنائيا بكل ما تحمل الكلمة من معاني، فالفريق حسم لقب البطولة قبل أسبوعين من نهايتها بالفوز الذي حققه على الهلال بهدفين لهدف، ليجيء الختام بصدارة مميزة برصيد 63 نقطة وبفارق 8 نقاط كاملة صاحب المركز الثاني الهلال، وليس على صعيد النقاط فصدارة الأهلي جاءت حتى على صعيد الأهداف فالفريق أكثر من أحرز أهدافاً ب 55 هدفاً وأقل من استقبلت شباكه أهدافاً ب 21 هدفاً صافي أهداف بلغ 34 هدفاً، وبمقارنة بصاحب المركز الثاني الهلال نجد أن الهلال أحرز 52 هدفاً فيما استقبلت شباكه 23 وبصافي أهداف بلغ 29 هدفاً، وامتدت الصدارة الأهلاوية إلى اللعب النظيف بأقل الفرق نيلاً للبطاقات الملونة ب 35 بطاقة ملونة بفارق بطاقة واحدة عن الهلال، وأكثر من ذلك فقد جاءت صدارة الأهلي حتى على مستوى الجماهير التي شجعت الفريق خلال مشواره في المنافسة. القاطرة سومة: يعتبر المهاجم السوري عمر السومة بمثابة كلمة السر في الإنجاز الأهلاوي، فقد أنقذ المهاجم المميز الأهلي من الهزيمة في أكثر من مباراة وقاده للفوز في كثير من المباريات، ليتمكن السومة من تصدر قائمة هدافي البطولة برصيد 27 هدفاً وهو رقم يعادل مجموع ما أحرزه الشباب سادس ترتيب الدوري، هذه الأرقام جعلت السومة في رأس قائمة من يقف وراء التتويج الأهلاوي، وجعلته أكثر المرشحين بحصد جائزة أفضل لاعب في الموسم الرياضي الحالي. روح الشباب: تعتبر الروح العالية التي لعب بها الأهلي معظم مبارياته من أهم الأسلحة التي قادت الفريق لكسب لقب الدوري، ويرجع ذلك للتوليفة الشابة التي اعتمد عليها الفريق فاستثناء القائد تيسير الجاسم الجاسم والمدافع أسامة هوساوي والحارس ياسر المسيليم والمحترف المصري محمد عبدالشافي، فالأهلي هو الأكثر شبابا مقارنة بالأندية الأخرى، وتألق اللاعبون الشباب في مباريات الفريق في مقدمتهم الجناح الطائر سلمان المؤشر الذي قدم موسما مميزاً مكنه من ارتداء ألوان الأخضر، بجانب آخرين أمثال حسين المقهوي وإن غاب عن مباراة التتويج ومصطفى بصاص ومعتز هوساوي ومحمد آل فتيل ومهند عسيري والماكر اليوناني فيتفا، واستطاعت هذه التشكيلة الشابة قيادة الفريق مدعومة بخبرة الكبار لتتنج فريقاً يصعب هزيمته وقريب من الفوز في معظم مبارياته. صبر جروس: لو كان ثمة من وشاح للصبر ضمن جوائز البطولة لنالها مدرب الفريق السويسري كريستيان جروس، فقد اتحمل الرجل سيل من الانتقادات في أوقات كثيرة من الموسم، كان معظمها لطريقة لعبه التي تعتمد على السيطرة على منطقة المناورة والاعتماد على مهاجم واحد، ونجح الرجل في قيادة الفريق للتتويج ولم يغير من قناعاته إلا في قليل من الأوقات، ولعل أكثر ما يميز الرجل هو قدرته الكبيرة في قيادة المباريات الكبيرة ونجح في كسب غالبية المواجهات الكبيرة عدا تعادل أمام النصر، وإن كان يعاب على طريقة لعبه التعثر أمام الفرق المتأخرة في الترتيب إلا أن قلة الهزائم يعتبر مؤشر قوة فقد تلقى الأهلي خسارة واحدة طوال مشوار موسمين وهذا يعتبر انجازاً لدى كثير من المراقبين. تماسك الإدارة: يعتبر الاستقرار الإداري من العوامل الأساسية التي مكنت الأهلي من العودة لمنصة التتويج بلقب الدوري بعد كل هذه السنين من الغياب فقد بذل رئيس النادي مساعد الزويهري ونائبه عبدالله بترجي جهودا كبيرة في تهيئة الظروف المناسبة للفريق وساعدهما في ذلك الوقفة القوية من الرمز الأهلاوي الأمير خالد بن عبدالله، ورئيس النادي السابق خالد بن فهد، فقد مكن هذا التماسك النادي في ترتيب أوضاعه المالية والإدارية بشكل مميز أثمر ذلك في صناعة فريق قادر على تحقيق البطولات. عودة كيال: مثلت عودة الإداري وابن النادي البار طارق كيال نقطة تحول في مشوار الأهلي هذا الموسم، فقد استطاع الرجل فور توليه المسؤولية الإدارية بفريق الكرة ترتيب أوضاع الفريق في وقت وجيز ونجح في إعادة الروح القتالية التي بدأت تتراجع لدى لاعبي الفريق بعد خسارة لقب بطولة كأس ولي العهد أمام الهلال، وتمكن بخبرته الكبيرة من فرض الانضباط وتشجيع اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم بشكل أسهم في تحقيق البطولة، والمنافسة على الكأس. اخفاق الأسيوية: من أسوأ ما عانى منه الأهلي هذا الموسم هو الخروج المبكر من دوري أبطال آسيا، فالخروج من الدور الأول لم يكن يليق بفريق يتصدر بطولة الدوري في المملكة ليضع ذلك الفريق أمام اختبار حقيقي الموسم المقبل للسير بخطى أكثر وثوقاً في البطولة القارية. طموح لا يتوقف: كل المؤشرات أن طموح الأهلي يتوقف عند الفوز بلقب دوري جميل هذا الموسم، مما يدفع الفريق للدخول إلى مباراة كبرى البطولات بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين عندما يقابل النصر أواخر الشهر الحالي، وربما أكثر ما يزيد التفاؤل لدى الأهلاوية هو التراجع الذي يشهده النصر هذا الموسم في جميع البطولات بالإضافة للأثر الكبير الذي يتوقع أن يحدثه إعلان رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي عن استقالته اعتبارا من نهاية الموسم الحالي، وبينما سيدخل العالمي النهائي باعتباره الأمل الأخير للظفر ببطولة هذا الموسم، من ناحية ولضمان المشاركة في البطولة الآسيوية حال التتويج ببطولة كأس الملك، لكن الأهلي يبدو أفضل حالاً وهو الذي سيدخل اللقاء مردداً: ولست بخالعٍ "دوري وكأسي.. إلى أن يخلع الليل النهار".