خرجت مظاهرات تاريخية في مختلف أنحاء البرازيل الأحد شارك فيها أكثر من 3 ملايين شخص مطالبين برحيل الرئيسة اليسارية ديلما روسيف التي تواجه أزمة سياسية حادة. وفي مدينة ساوباولو وحدها أكبر مدن البرازيل، تظاهر 1,4 مليون شخص وهم يهتفون "ديلما ارحلي"، بحسب رقم صادر عن إدارة الأمن العام في هذه الولاية والتي قدرت إجمالي المتظاهرين في الولاية ب 1,8 مليون شخص. ويشكل هذا الحشد الكبير ضربة لروسيف التي تواجه تهديد إجراء برلماني ويشهد تحالفها انقسامات. وتشل البرازيل منذ أكثر من عام أزمة سياسية كبيرة، زادت من حدتها ما يكشف تباعا من فضائح فساد كبيرة في بيتروباس الشركة النفطية العملاقة العامة، كل ذلك على خلفية ركود اقتصادي. مظاهرات بمشاركة المعارضة ودعت للتظاهرات حركات مواطنة تميل لليمين وكانت وراء ثلاثة تحركات مماثلة في 2015، جمع أهمها 1,7 مليون متظاهر في آذار/مارس الماضي. ولأول مرة انضمت أحزاب المعارضة الأحد للتظاهرات. وشارك زعيم المعارضة إيسيو نيفيس الخاسر أمام روسيف في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 2014، في مسيرة ساوباولو. كما عبر المتظاهرون عن دعمهم للقاضي سيرجيو مورو المكلف بالتحقيق في ملف الفساد في بتروباس الذي يمتد إلى عهد الرئيس السابق لولا دا سيلفا (2003-2010). وتستغل المعارضة المتاعب القضائية الأخيرة للرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (2003-2010) المرشد السياسي لروسيف. وكان دا سيلفا النقابي العمالي السابق الذي شهد ولادة "المعجزة" الاجتماعية-الاقتصادية البرازيلية في العقد الأخير من القرن الماضي، تعرض للملاحقة جراء فضيحة الفساد في شركة بتروبراس التي تلطخ سمعة الائتلاف الحاكم. وتأمل المعارضة في حشد أعداد كبيرة من معارضيها، لممارسة ضغوط على النواب الذين يترددون في التصويت على بقاء الرئيسة اليسارية أو استقالتها في الأسابيع المقبلة. وتعيش الرئيسة منذ كانون الأول/ديسمبر تحت تهديد إجراء برلماني بإقالتها بدأته المعارضة التي تتهمها بتزوير الحسابات العامة في 2014 لدى إعادة انتخابها وفي الفصل الأول من 2015.