تظاهر عشرات آلاف الأشخاص أمس في كل البرازيل ضد الرئيسة اليسارية ديلما روسيف التي تواجه أزمة سياسية حادة. ورفع المتظاهرون أعلام الفريق الوطني لكرة القدم (أصفر وأخضر) ونزلوا إلى الشوارع في عدة مناطق: برازيليا (وسط) وريو دي جانيرو (جنوب شرق) وبيلو هوريزونتي (جنوب شرق) وريسيفي (شمال شرق) أو بيليم (شمال). وتأمل المعارضة في حشد أعداد كبيرة من معارضيها، لممارسة ضغوط على النواب الذين يترددون في التصويت على بقاء الرئيسة اليسارية أو استقالتها في الأسابيع المقبلة. وتواجه البرازيل، عملاق أمريكا اللاتينية، الذي يستضيف الألعاب الأولمبية الصيف المقبل، تراجعاً لنموها الاقتصادي وتضخماً كبيراً يحملان على التخوف من حصول أعمال عنف خلال التظاهرات. وقالت روسيف مساء السبت «أدعو المواطنين إلى تجنب أعمال العنف. ومن حق الجميع أن يتظاهروا، ولا يحق لأحد أن يقوم بأعمال عنف». وتم الإعلان عن تنظيم تظاهرات في أكثر من 438 مدينة في البرازيل، منها ساو باولو، العاصمة الاقتصادية والمالية للبلاد، ومعقل المعارضة، حيث تتوقع السلطات مشاركة مليون متظاهر. وتبدأ البرازيل السنة الثانية من الركود الاقتصادي الشديد، فيما الأزمة السياسية التي تؤججها فضيحة الفساد في بتروبراس، تصيب بالشلل عمل حكومة حزب العمال (اليساري) الحاكم منذ 2003. ومنظمو تظاهرات أمس ينتمون إلى حركات تعتبر يمينية وقد دعت العام الماضي إلى ثلاثة أيام من الاحتجاجات المماثلة. وشارك في أبرز تلك التظاهرات 1،7 مليون برازيلي في ا مارس 2015. وفي العاصمة برازيليا، تجمع مائة ألف شخص بحسب الشرطة أمام البرلمان بحراسة قوة كبيرة من الشرطة. وبجانب إحدى المنصات، رفع المتظاهرون دمية تمثل الرئيس البرازيلي السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا (2003-2010) وقد ألبسوها ثياب السجن المرقطة بالأبيض والأسود. وفي ريو دي جانيرو، تجمع المتظاهرون بصفوف طويلة على شاطئ كوباكابانا. وأثار مرور طائرة صغيرة تتدلى منها لافتة كتب عليها «لن يكون هناك انقلاب» غضب المتظاهرين. ولبت الأحزاب المعارضة ضمناً للمرة الأولى الدعوة إلى التظاهر. وقال الحزب الاشتراكي الديموقراطي البرازيلي (يمين وسط)، أبرز أحزاب المعارضة، «هذه هي اللحظة المواتية لحمل علم البرازيل والنزول سلميا إلى الشوارع للاحتجاج على فساد حكومة ديلما». وتستغل المعارضة المتاعب القضائية الأخيرة للرئيس السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا (2003-2010) المرشد السياسي لروسيف. وكان دا سيلفا النقابي العمالي السابق الذي شهد ولادة «المعجزة» الاجتماعية-الاقتصادية البرازيلية في العقد الأخير من القرن الماضي، تعرضا للملاحقة جراء فضيحة الفساد في شركة بتروبراس التي تلطخ سمعة الائتلاف الحاكم. وطلب مدعون في ساو باولو بدء ملاحقات ضد دا سيلفا بتهمة «اإخفاء أصول وتبييض أموال» ووضعه قيد التوقيف الاحتياطي في شأن شقة كان ينكر امتلاكها.