- انتهى الاجتماع الأول للمجلس البلدي بجدة بنتائج حسمتها المرأة لمصلحتها بالصراخ لانتزاع حقوقها في المشاركة المجتمعية مساوية للرجل، إذ شهد الاجتماع تأخراً لنحو الساعة بسبب إصرار السيدتين العضوتين في المجلس على الجلوس على طاولة واحدة مع الأعضاء الذكور، رافضات الجلوس في مكاتب خلف حائط زجاجي يحجب النساء عن طاولة الاجتماعات الرئيسة التي يجلس عليها الرجال، وأصرتا على الجلوس على الطاولة نفسها، وهو ما حصل فعلا بعد تدخل العقلاء في المجلس الجديد بتقديم حل وسط يرضي الطرفين. وبحسب صحيفة الاقتصادية كاد الاجتماع الأول أن يلغى، بسبب الفوضى والصراخ بين الأعضاء بسبب مشاركة النساء، إذ كان من المقرر أن يبدأ الاجتماع عند الساعة الثانية ظهر أمس، إلا أن اعتراض السيدتين "لمى السليمان ورشا حفظي" على عقد الاجتماع وهما محجوبتان خلف حائط زجاجي معتم، أخر بدء الاجتماع ليبدأ عند الساعة الثالثة مساء، بعد أن تطور الاعتراض والنقاش إلى صراخ وتبادل للاتهامات، إذ أصر أكثر من عشرة من الأعضاء الجدد على ألا تجلس السيدات معهم على طاولة اجتماع واحدة، وسط جو مشحون ومليء بالصراخ استمر قرابة الساعة، مما استدعى أيضاً تدخل الإداريين في مقر المجلس وبقية الأعضاء وأمانة المجلس لفض الاشتباك اللفظي بينهم. وساقت السيدات عددا من الأمثلة الحية التي شاركت فيها المرأة الرجل على الطاولة نفسها، مثل مجلس الشورى ومجالس الغرف التجارية وعدد من الأندية واجتماعات الجامعات واللجان العلمية. وانتهت الفوضى في مقر المجلس البلدي بجدة في الدورة الثالثة باختيار المهندس عبد المجيد البطاطي، رئيساً للمجلس، والدكتور عدنان البار نائباً للرئيس، وبالرغم من ترشيح الدكتورة لمى السليمان نفسها لتكون رئيساً للمجلس، إلا أن الأصوات لم تكن في مصلحتها، إذ نال المهندس البطاطي أعلى الأصوات من أصل 29 صوتا، ويليه الدكتور عدنان البار بواقع 20 صوتا، فيما نالت الدكتور لمى تسعة أصوات، وهو ما اعتبره البعض أمرا لم تشتغل عليه السليمان مسبقاً لكسب الأصوات لمصلحتها، إذ كان من المتوقع أن تفوز بمقعد الرئيس أو نائبه، في ظل محدودية الأعضاء المعارضين لوجود المرأة في المجلس. وبدأ الاجتماع عند الساعة الثالثة واستمر قرابة ربع الساعة، جلست فيه السيدات على الجانب الأيمن من الرئيس على بعد مسافة متر من طاولة اجتماعات المجلس، حيث استعرض المهندس عابد الجدعاني، أمين عام المجلس البلدي، تعميم وزير الشؤون البلدية والقروية بخصوص آلية انتخاب الرئيس ونائبه ومن ثم بدأت عملية الاقتراع لهما بحضور كامل الأعضاء.