تعاملت قوّات حرس الحدود الأردنية منذ بداية الأزمة السورية وحتى العام الحالي مع أكثر من 536 ألف لاجيء سوري دخلوا إلى المملكة من 45 نقطة عبور منتشرة على طول الشريط الحدودي مع الجارة الشمالية، بينما بلغ عددهم خلال العام الحالي إلى أكثر من 10 آلاف لاجئ. وقال قائد قوّات حرس الحدود الأردنية، العميد الركن صابر المهايرة إن الحدود الأردنية مفتوحة أمام حركة اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أن أولوية القوات المسلحة في استقبال اللاجئين تأتي بالمقام الأول للأطفال والنساء والمصابين وكبار السن، حيث أن نسبة اللجوء السوري تتمثل ب51 بالمئة من النساء و 40 بالمئة من الأطفال، فيما بلغت نسبة الرجال 9 بالمئة. وشدد المهايرة في إيجاز صحفي قبيل جولة ميدانية نظمتها القيادة العامة للقوات المسلحة إلى الحدود الشماليةالشرقية لممثلي وسائل إعلامية ووكالات أنباء عربية وأجنبية، شدد على البعد الأمني في التعامل مع حركة اللاجئين، مبيناً أن قوات حرس الحدود تولي البعد الأمني تركيزاً كبيراً مع عدم إغفال البعد الإنساني، و مراعاة التوازن بين البعدين بعد ظهور الجماعات المتطرفة واتساع تمددها وتنفيذها عمليات إرهابية في عدة دول. واستعرض المهايرة أبرز التحديات الأمنية والقانونية واللوجستية التي تواجه جيش بلاده خلال استقباله اللاجئين السوريين، حيث تتمثل بجود خلايا نائمة بين السوريين الموجودين داخل المملكة حيث يمكن أن يستغلها أحد طرفي الصراع في سوريا لزعزعة الأمن و النظام مستقبلا، كما وزيادة عمليات التهريب من الجانب السوري و بكافة أنواعه مثل الأسلحة والمتفجرات والمخدرات والتي ضبط العديد منها في محاولة لادخالها، واستغلال الوضع الأمني لتهريب الآثار من سوريا إلى الأردن. وأشار المهايرة إلى أن القوات المسلحة الأردنية أنفقت نحو 750 مليون دولار على الخدمات اللوجستية لاستقبال اللاجئين السوريين منذ اندلاع الأزمة ببلادهم، كما تم علاج ما يزيد عن 85 ألف مريض سوري كانوا يعانون من بعض الحالات المرضية وأكثر من 8 آلاف مصاب. ونتيجة لازدياد حدة القتال بين القوات النظامية السورية وجماعات المعارضة واعتماد القوات السورية على الضربات الجوية وإلقاء البراميل المتفجرة وازدياد أعداد المصابين، افتتح العديد من المستشفيات الميدانية والمحطات الجراحية في أماكن متقدمة بالقرب من الشريط الحدودي. ويقتصر استقبال اللاجئين السوريين حالياً على 6 نقاط عبور فقط بعد أن كانت 45 نقطة على طول الشريط الحدودي مع سوريا البالغة طولها 378 كلو مترا، حيث يقول مسؤول عسكري إن هذا التقليص يأتي بعد تراجع حركة اللاجئين بعدة مناطق. وتكثف قوات الحرس، على طول الحدود مع سوريا والعراق من تواجدها ورفع جهوزيتها درءاً لأي خطر محتمل يهدد أمنها واستقرارها، كما تراقب حدودها عبر نظام مراقبة حديث ومتطور لرصد التحركات التي تحصل، عبر كاميرات موزعة على طول الحدود.