تلقي الاوضاع الامنية والعسكرية المحتدمة في سوريا والعراق بظلالها على الساحة الاردنية مع اقتراب تنظيم داعش الارهابي نحو الاراضي الاردنية من الجهتين السورية والعراقية. اقتراب داعش من الاراضي الاردنية والاستنفار الامني والعسكري الاردني لأعلى درجاته كما شاهدته «عكاظ» على الشريط الحدودي مع سوريا يزيد من المخاوف الامنية الاردنية تحسبا لحدوث حالات تسلل على الحدود المشتركة مع سوريا والعراق من قبل أفراد ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي وقيامهم بعمليات خاطفة. منسوب التوتر الاردني له ما يبرره فقد سارعت الولاياتالمتحدةالامريكية لتزويد المؤسسة العسكرية الاردنية بجميع الاجهزة العسكرية لحماية حدودها وأنجز الجيش الأردني المرحلة الثانية من نظام مراقبة جديد يقول مسؤولون أمريكيون إنه يحول دون تسلل عناصر داعش أو أي عناصر إرهابية إلى المملكة الاردنية عبر الحدود الأردنية السورية. وتتواصل جهود القوات المسلحة الأردنية بوتيرة متسارعة وتأهب لا ينقطع لحماية أراضيها من أي خطر قد يحدق بها من تنظيم داعش الإرهابي عبر نظام مراقبة متطور يطال كل شبر من حدود الأردن الممتدة مع سوريا. ويتضمن نظام المراقبة الجديد شبكة من أجهزة الرادار وأبراج المراقبة التي تتيح للقوات العسكرية الأردنية كشف المتسللين على بعد عدة كيلومترات قبل وصولهم إلى الحدود. وبحسب الملحق العسكري بالسفارة الأمريكية لدى الأردن العقيد روبرت بادوك فإن نظام الرصد والمراقبة أداة مهمة بأيدي القوات الأردنية التي تستطيع بفضل هذا النظام رصد كل شيء يتحرك باتجاه الحدود كما يستطيع الجيش الأردني الاعتماد على هذا النظام لتحريك قواته من أجل إحباط أي محاولة تسلل عبر الحدود. ويرفع النظام الجديد بشكل كبير من كفاءة القوات المسلحة الأردنية في أداء مهامها خاصة مع اكتمال المرحلة الثانية من المشروع بينما يتوقع الانتهاء من تركيبه على كامل الحدود العراقية بنهاية العام الجاري. وأحبط الجيش الأردني في الشهور الأخيرة العديد من حالات التسلل من وإلى المملكة عبر الشريط الحدودي مع سوريا الذي يبلغ طوله 378 كم إضافة إلى إحباط عمليات تهريب كميات كبيرة جدا من الأسلحة المتوسطة والخفيفة والذخائر والمتفجرات من أراضي سوريا باتجاه أراضيه. كما اعتقل الجيش عشرات الأشخاص الذين حاولوا عبور الحدود الأردنية بشكل غير قانوني وحاكمت عددا منهم. وأعلن حرس الحدود مطلع العام الجاري تزايد عمليات التهريب وتسلل الأفراد بين الأردنوسوريا بنسبة تصل إلى 300 %. وتشهد الحدود الأردنية السورية حالة من الاستنفار العسكري والأمني من جانب السلطات في الأردن عقب تدهور الأوضاع في سوريا يتخللها عشرات المعابر غير الشرعية التي يدخل منها اللاجئون السوريون إلى أراضي المملكة. وبحسب اللواء المتقاعد فارس كريشان تعد الحدود السورية والعراقية بوابة رئيسية للحرب خصوصا مع تمكن تنظيم داعش من نشر نفوذه في العديد من البلدات والمناطق في سوريا والعراق. وأشار إلى أن الصحراء المحاذية للاردن من الجهة العراقية والسورية تعد مكانا نموذجيا لانتشار عناصر التنظيم التي تستفيد من الصحراء لتدريب عناصرها وإخفاء أسلحتها ومراكز قياداتها، معربا عن قلقه من خطورة تسلل عناصر للتنظيم وخوض معارك مفتوحة مع الجيش الاردني في صحراء ممتدة على الحدود الشرقية للمملكة، مبينا أن داعش لا تمتلك الكفاءة والإمكانات القتالية والتسليح في حال قررت التوجه إلى الحدود الأردنية، ومواجهة القوات المسلحة الأردنية التي تعد في مقدمة جيوش المنطقة وتضاهي معظم جيوش العالم كفاءة وتسليحا وانضباطا وإدراكا للدور والرسالة التي تحملها.