أنهى الجيش الإسرائيلي مناورات عسكرية في الجولان المحتل، كان اللافت فيها تنفيذ عمليات برية مفترضة محدودة في العمق السوري وتعرض القوات الإسرائيلية لهجوم بسلاح كيمياوي في ظل الحديث عن استخدام "داعش" غاز الخردل مؤخراً. وحاكت المناورات التي استمرت 4 أيام سيناريوهات قتالية متعددة ومتغيرة، بدأت بتعرض المستوطنات لقصف صاروخي ولعملية اقتحام لإحدى المستوطنات، إلى جانب إخلاء سكان المستوطنات الحدودية خلال الحرب، وشارك سلاح الجو الإسرائيلي في المناورات وسلاح المدرعات، إضافة لوحدات النخبة البرية، كلواء "جولاني"، وأشرف عليها قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي. يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تشمل فيها المناورات سيناريو تنفيذ اجتياح بري محدود في العمق السوري، وسبق أن كشفت "العربية.نت" قبل عامين أن الجيش الإسرائيلي أعدّ خطة لإقامة حزام أمني عازل داخل الأراضي السورية في حال سقوط النظام، وتم التدرب على تنفيذها إلا أنها جمدت في نهاية المطاف. الصاعق بيد إيران في ظل المناورات على الجبهة الشمالية، قال ضابط كبير في القيادة الشمالية "إن إيران تقف وراء جميع الهجمات الحدودية ضد أهداف إسرائيلية، وهي من يخطط ويصدر التعليمات من خلال مجموعات موالية للنظام، لاسيما في منطقك حظر، وتخشى أن تتكثف هذه الهجمات بعد توقيع الاتفاق الغربي مع إيران، وقد توظّف أموالا طائلة لإشعال جبهة الجولان. وكشف الضابط نفسه أن حزب الله سحب معظم قواته من الجولان، لكنه أبقى على بضع مئات، وأن مسؤولية تنفيذ هجمات حدودية تتوزع ما بين الأسير المحرر سمير القنطار ومصطفى مغنية (شقيق عماد مغنية)، وكلاهما يتلقيان أوامر مباشرة من الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدسالإيراني، على حدّ ادعائه. وبالإضافة إلى الخشية من أن تقود عملية حدودية ينفذها موالون للنظام السوري في إشعال حرب على الجبهة الشمالية، فإن إسرائيل لا تسقط من حساباتها أن يلجأ أحد التنظيمات "الجهادية" كما تسميها، كجبهة النصرة، إلى شنّ هجوم صاروخي على إسرائيل لجرّها إلى حرب مع سوريا، والتقديرات في إسرائيل أن أي حرب قد تندلع فقد تشمل سورياولبنان معا بسبب مثلث العلاقة بين النظام وحزب الله وإيران. مأزق الردع الإسرائيلي يتوقف خبراء استراتيجيون إسرائيليون عند تراجع قدرة الردع الإسرائيلية على الجبهة الشمالية، بشقيها السوري واللبناني، فسوريا لم تعد دولة بالمفهوم العسكري، وتدور فيها حرب طاحنة بين تنظيمات وفصائل أكبرها جيش النظام السوري، ولم يعد التلويح بحرب مدمرة يجدي في ظل الدمار الحاصل في سوريا. وتقول إسرائيل إن الوضع على الحدود اللبنانية لا يختلف بعد أن وثقت مشاركة مقاتلي حزب الله في دوريات مشتركة مع الجيش اللبناني في جنوبلبنان، حيث تغيب الدولة أيضاً. المعطيات التي يملكها الإسرائيليون فإن جيش النظام السوري فقد نصف قدرته القتالية، ويبلغ تعداده مع الميليشيات المساندة له 180 ألفا، وتراجعت نسبة التجنيد للجيش السوري إلى 10% فقط، ويشارك حزب الله بنحو 5 آلاف مقاتل في سوريا، وقتل من صفوفه 1200 مقاتل حتى الآن. بينما قوات المعارضة تبلغ 60 ألفا، نصفهم من جبهة النصرة وداعش، والباقون من الجيش الحر وفصائل صغيرة أخرى، وعلى الرغم من أن داعش أقل عددا من النصرة فإنه أقوى قتاليا، وبدأ مؤخراً بالانتقال من الشمال إلى الجنوب، ويبعد عن المنطقة الحدودية مع إسرائيل نحو 70 كيلومترا حاليا، أما حزب الله فأصبح جيشاً شبه نظامي، بحسب خبراء إسرائيليين، وأصبح متمرسا في القتال داخل المدن وبتفعيل طائرات بدون طيار وأسلحة ثقيلة، وقد يكون نجح في تهريب أسلحة استراتيجية للبنان.