نشرت إسرائيل وحدات نخبة مختصة في تحرير الرهائن والاشتباك السريع، في محيط المستوطنات الاسرائيلية الشمالية، وسط مخاوف من ردود فعل انتقامية من حزب " حالش" رداً على مقتل ستة من كوادره وضباط في الحرس الثوري الإيراني، وفي ظل الصمت الإسرائيلي الرسمي عن الاعتراف بالغارة، تشير تعليقات الصحف الإسرائيلية إلى أن القيادتين العسكرية والسياسية في إسرائيل درستا جميع الاحتمالات قبل تنفيذ الهجوم، من الرد المحدود مروراً بالهجمات على أهداف إسرائيلية في الخارج، وصولاً إلى رد شامل ومواجهة عسكرية واسعة النطاق. معضلة نصرالله ويرى الباحث الإسرائيلي في معهد دايان إيال زيسر، أن الهجوم الأخير يضع حسن نصرالله أمام المعضلة عينها التي واجهها بعد اغتيال عماد مغنية قبل 8 سنوات, فيما رأى المعلق ألون بن ديفيد في صحيفة "معاريف"، أن الهجوم يفتح جبهة جديدة مع "حزب الله" في الجولان ويسعى إلى توريط إيران أيضاَ, أما رون بن يشاي المعلق العسكري في "يديعوت أحرونوت" فاعتبر أن الهدف من الهجوم إحباط الخطط التي كان يعدها الحزب ضد إسرائيل انطلاقاً من هضبة الجولان، واسترجاع إسرائيل قدرتها على ردع الحزب التي تآكلت في الفترة الأخيرة. رفع حالة التأهب ورفعت إسرائيل حالة التأهب العسكري داخلياً وخارجياً خاصة، وبات التوتر الميداني يسيطر على الجولان المحتل، فنشر الجيش الإسرائيلي بطاريات مدفعية ثقيلة، في إطار رفع درجة الاستنفار العسكري عقب عملية الاغتيال لقياديين في حزب الله وضابط إيراني، كما دفع بمزيد من الدبابات أيضاً على امتداد الجبهة الشمالية بشقيها مع سوريا ولبنان. وفرضت إسرائيل قيوداً على تحليق الطيران المدني في الأجواء الشمالية، ونشرت بطاريات القبة الحديدية، إلى جانب رفع حالة التأهب خاصة في الثكنات العسكرية بهضبة الجولان المحتلة التي شهدت أيضا نشر المزيد من بطاريات المدفعية الثقيلة والدبابات. كما ألغيت الإجازات للجنود الإسرائيليين الموجودين في المنطقة الحدودية الشمالية. وقال المحلل العسكري الإسرائيلي، إيال عليمة: "لم تسقط إسرائيل من حساباتها على الأغلب أن توجيه ضربة موجعة ونوعية لحزب الله، قد يولّدُ رداً تمتد احتمالاته من عمليات حدودية محدودة مروراً بهجمات في الخارج وصولاً إلى السيناريو الأخطر اندلاع حرب شاملة، ومن هنا تم اختيار الجولان السوري لتنفيذ الاغتيال، لا الأراضي اللبنانية، لمنع تدهور الأمور سريعاً إلى حرب". وتابع: "تخشى إسرائيل أن يحاول حزب الله استهداف آليات عسكرية في الجولان أو مزارع شبعا تحديداً، كما سبق وفعل في مارس الماضي، وتدعي إسرائيل منذ فترة بعيدة بأن حزب الله ينشط على جبهة الجولان، لكنها تميل إلى الاعتقاد بأنه غير معني بحرب. وأضاف: "تبدو إسرائيل كمن يلعبُ بالنّار إن جاز التعبير من دون أن تعرف إن كان ذلك سيشعل حريقا شاملا أم يتسبب بحرائق صغيرة هنا أو هناك، لكن الواضح أن ما يجري يشكل وقودا للمعركة الانتخابية في إسرائيل". إيران تهدد وفي السياق، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الأميرال علي شمخاني، أن المقاومة سترد بقوة على العدوان الإسرائيلي في القنيطرة في المكان والزمان المناسبين لها. واعتبر شمخاني، خلال استقباله وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان في طهران، أن اعتداء القنيطرة يأتي في إطار "استمرار التعاون بين الكيان الإسرائيلي والجماعات الإرهابية"، بحسب ما أوردته وكالة "فارس" الإيرانية. وأضاف شمخاني، أن هذا الاعتداء ما هو إلا "استكمال لتوجه تل أبيب في استخدام التيار التكفيري لإيجاد منطقة عازلة على الحدود المصطنعة للكيان الإسرائيلي"، بحسب قوله. وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن مصادر استخباراتية غربية قولها: إن جهاد مغنية كان يخطط لتنفيذ عملية في هضبة الجولان تهدف إلى قتل عدد كبير من الجنود الإسرائيليين والسكان. الموقف الأممي أممياً، أعلن متحدث باسم الأممالمتحدة أن قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية في الجولان شاهدت طائرات بلا طيار خلال الضربة الجوية الإسرائيلية، الأحد، على سوريا. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة، فرحان حق ان القوة الدولية المتمركزة على الجولان "شاهدت طائرتين بدون طيار قادمتين من الجهة الفا "اسرائيل" واجتازتا خط وقف إطلاق النار". وأضاف أن القوة "شاهدت بعد ساعة الدخان يرتفع باتجاه الموقع 30". وقد شاهدت القوات الدولية طائرات بلا طيار تحلق حول "الموقع 30" وتجتاز مجددا خط وقف إطلاق النار. واعتبر أن "هذا الحادث يشكل خرقاً لاتفاق 1974" بين إسرائيل وسوريا.