- ما زالت مشكلة الأسر السعودية مع الخادمات قائمة، وتتجدد كل عام، وتتأزم في مواسم سنوية معينة لعل أبرزها شهر رمضان المبارك وعيدا الفطر والأضحى.. ما بين ارتفاع الأسعار بشكل مُبالغ فيه والعثورعلى خادمة تنحصر المشكلة. كثير من الأسر تضطرها الظروف إلى التعامل مع سوق سوداء تشتعل فيها الأسعار استغلالاً للحاجة، والبعض منها يصادف من الحظ أحسنه إذا لم تهرب الخادمة بعد فترة قصيرة. جشع السماسرة يتربص بالجميع في هذا الشهر الفضيل، فالأسعار ارتفعت لأكثر من ستة آلاف ريال، وباتت تسيل لعاب البعض، الأمر الذي دفع بعض النساء إلى استغلال اسم شقيقاتهن أو أشقائهن وحتى الأقارب مقابل بعض المال للحصول على «تأشيرات» لتبدأ رحلتها نحو بريق الربح السريع. تقول منال العبد الله ل»الجزيرة»: الأسعار تتقافز بشكل سريع، فقبل عشر سنوات كان أجر الخادمة في اليوم الكامل 60 ريالاً، وبفضل جشع السماسرة أصبحت تُؤجر بالساعة ليصل اليوم الكامل إلى 350 ريالاً، فيما تروي أم عزام قصتها مع أحد السماسرة الذي كبّدها 29 ألف ريال، فيما مكثت الخادمة مدة التجربة، ثم أضربت عن العمل وطلبت السفر. الحاجة أم الإبداع، هذه المقولة تنبطق على فاطمة العبد الله، التي تُؤكد أنها أصبحت تجارة ينبثق عنها مشاريع صغيرة مدرة للربح الكبير. بعض النساء يمتهن تفتيش الخادمات اللواتي ينوي أصحابهن ترحيلهن مقابل 500 ريال، وحددن لمشروعهن المربح قائمة أسعار، فمثلاً إذا كان التفتيش للأمتعة فيكون السعر 500 ريال، وإذا كان التفتيش شخصياً وتغييرا للملابس فالسعر 1000 ريال بحسب صحيفة الجزيرة. سمية السهلي، تقول إن تأخر معالجة تشوهات سوق العمالة المنزلية هو السبب الرئيس في انتشار هذا النوع من التجارة، فيما تؤكد أم عادل، أنها حينما اصطدمت بالمبالغ الباهظة التي تجنيها صديقاتها من تأجير الخادمات بدأت تستغني عن خادمتها بعض الساعات وتأجيرها للآخرين. الآن واستعداداً لتأجيرها في رمضان فقد جعلتها خلال شهر شعبان تفرز جميع المأكولات حتى أستغني عنها في الشهر الكريم، وأستفيد من أجرتها شهراً كاملاً مقابل خمسة آلاف ريال.