مع اقتراب حلول شهر رمضان بدأت سيدات المنطقة الشرقية في تداول قائمة تضم أسماء سماسرة الخادمات للظفر بواحدة منهن بعد أن أصبحن يشكلن رقما صعبا وفاتورة مرهقة في رمضان خصوصا بعد تعدد حالات هروبهن، إلا أن زيادة الأعباء المنزلية في رمضان تجعل الكثير من الأسر ترضخ لطلبات السماسرة وشروط الخادمات. استفادت كثير من النسوة من خدمة التراسل الفوري ل«البلاك بيري» والبريد الإلكتروني ورسائل الجوال في تبادل المعلومات عن الخادمات وأسعارهن بنظام «انشر تؤجر». بيد أن عددا من السيدات أبدين رفضهن للاستغلال الكبير الذي يقوم به سماسرة الخادمات من الجنسين من مضاعفة أجور الخادمات وفرض شروط قاسية. يبدو أن المكاسب التي يجنيها هؤلاء السماسرة وغالبيتهم من النسوة تجعلهم يقدمون خدمات إضافية لزبائنهن وفي مقدمتها «توصيل الخادمات للمنازل مجانا» كنوع من المنافسة بين السماسرة. كما أن بعضهم يفضل أن يؤجر خادماته بنظام الساعة ويضع تسعيرة لكل عمل تقوم به الخادمة في المنزل. نظام الساعة وقالت السمسارة أم نادر ل«شمس» إنها تحدد أجرة خادماتها بالساعة التي يصل سعرها إلى 41 ريالا بواقع ست ساعات في اليوم «250 ريالا» في هذه الفترة التي تسبق رمضان بينما تختلف التسعيرة في رمضان وتصل إلى 50 ريالا، وهذه التسعيرة تشمل فقط الأعمال المنزلية من تنظيف وترتيب دون الطبخ الذي يختلف تسعيرته بزيادة عشرة ريالات عن كل ساعة. أما عن جنسيات الخادمات فذكرت أنها تتعامل مع الخادمات الإندونيسيات والفلبينيات، كما ذكرت أنها تقدم خدمة توصيل الخادمات إلى المنازل وإرجاعهن على نفقتها. أما السمسارة أم يعقوب فلم تختلف عن سابقتها كثيرا، حيث تعمل بنظام الساعات إلا أن أسعارها كانت منخفضة قليلا وبواقع 33 ريالا للساعة الواحدة «200 ريال» أما خادماتها فمن إندونيسيا فقط. لكن أم يعقوب كانت أكثر حدة في التعامل، حيث رفضت الرد على سؤال عما إذا كانت الخادمات اللاتي تؤجرهن على كفالتها، مشيرة إلى أن الأمر لا يهم وأنهت المكالمة بعبارات غاضبة. لكن أم طلال فكانت أكثر رغبة في إنهاء الصفقة، حيث وافقت دون تردد على تحمل نفقات انتقال الخادمة إلى وجهتها. أما خدمات التأجير عند أم ريان فتبدأ قبل رمضان بيومين، حيث أشارت إلى أن الأجر الشهري لخادماتها «إندونيسيات وسيرلانكيات» يصل إلى ثلاثة آلاف ريال، أما الأجر بنظام الساعة فلا يقل عن 25 ريالا للأعمال المنزلية دون الطبخ، مع إضافة خمسة ريالات لخدمة الطبخ. القائمة التي اطلعت عليها «شمس» ضمن نساء سعوديات ومقيمات وأيضا رجلين لكن لم يتم التمكن من الوصول إلى أحدهما حيث كانت هواتفهما مغلقة. استغلال الحاجة أما ربات المنازل فأبدين خلال أحاديثهن ل«شمس» أهمية وجود الخادمة في هذه الفترة التي يزيد فيها عدد الضيوف ولساعات متأخرة وهو ما يخفف الأعباء عن ربة المنزل التي تجد نفسها محاصرة بالكثير من الأعمال. وقالت أم أحمد إنها تعيش مع خمسة أبناء وستجد صعوبة في خدمتهم في هذا الشهر لذلك كثفت جهودها للحصول على خادمة وسط السماسرة حتى عثرت على واحدة مقابل ثلاثة آلاف ريال في الشهر وستحضر إليها في آخر يوم من شهر شعبان الجاري لتباشر عملها. وذكرت أم خالد أن قائمة السماسرة التي حصلت عليها عن طريق «البلاك بيري» كانت بمثابة الفرج لحيرتها التي انتابتها بعد أن اقترب دخول الشهر: «بيتي لا يخلو من الزوار واحتاج إلى خادمة تساعدني» بيد أنها أشارت إلى أن طلب الخادمات أخذ منحى آخر عند بعض السيدات، فبعضهن يحرصن على الحصول على خادمات على الرغم من عدم الاحتياج. أما أم ماجد فوصفت ارتفاع أسعار الخادمات في رمضان بالاستغلال الفاضح لحاجة ربات المنازل مبدية رفضها لما يسمى بنظام الساعات الذي بدأ يطفو إلى السطح أخيرا: « كثير من الخادمات غير مدربات على العمل وهذا يعني احتياجهن وقتا أطول لإنجاز العمل والمحصلة في النهاية استنزاف لجيوبنا» .