انتقدت صحف جزائرية، الثلاثاء، نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، بعد نشر رسالة تهنئة وجهها للأمين العام لحزب جبهة التحرير الحاكم، عمار سعداني، بمناسبة إعادة انتخابه الأسبوع الماضي. وتحدثت صحيفة الوطن عن "خرق الدستور" و"انحراف" الفريق قايد صالح، متهمة إياه ب "عدم احترام مبدأ حياد الجيش" الذي انسحب رسميا من ممارسة السياسة منذ 1989، وإن ظلت المؤسسة العسكرية فاعلا أساسيا في اختيار رئيس الدولة. وذكر رئيس الأركان في رسالته أنه "لمن دواعي سروري أن أتقدم إلى شخصكم بخالص التهنئة وأطيب التمنيات بالصحة والرخاء، بمناسبة تزكيتكم بالإجماع أمينا عاما للحزب. وندعو الله أن يكون في عونكم ويرعاكم لأداء مهامكم التي تتطلب كثيرا من التضحيات". وخاطب صالح (80 سنة) سعداني ب"الأخ"، وأفاد أن حزب جبهة التحرير الوطني "يبقى القوة السياسية الأولى في الجزائر من دون شك، بالنظر إلى رصيده الثوري والتاريخي وقاعدته الشعبية الواسعة التي تضم فئات اجتماعية متنوعة". وأضاف صالح: "يبقى حزب جبهة التحرير عنصرا فاعلا في الساحة السياسية، حاملا هاجس خدمة المصالح العليا للوطن، ويبقى أكثر من أية قوة أخرى حاملا لذكريات تاريخنا المجيد وتضحياته الجسيمة". وتوقعت صحيفة الوطن أن "هذا الانحياز المفاجئ والمقلق سيتسبب بلا أدنى شك في انقسام يهدد المجتمع حول الجيش الوطني الذي لا يفترض أن يكون في خدمة حزب أو زمرة في السلطة"، محذرة من حدوث "شرخ" داخل القوات المسلحة. ولاحظت صحيفة ليبرتيه أن "طبيعة هذا التدخل للمؤسسة العسكرية في السياسة غير مسبوق، لأنه ليس من تقاليدها التعليق على نتائج مؤتمرات الأحزاب". وأشارت صحيفة "لو كوتيديان دوران" إلى أن "سيطرة سعداني وحلفائه على الحزب (الحاكم) ما هي إلا حلقة من سيناريو لخلافة بوتفليقة، كما أراده محيط الرئيس والذي قدم فيه الجيش بقيادة قايد صالح صكا على بياض". وعقد حزب جبهة التحرير الوطني قبل أسبوعين مؤتمره العاشر زكى فيه الرئيس بوتفليقة الذي يشغل أيضا منصب وزير الدفاع رئيسا للحزب، كما ثبت سعداني في منصب الأمين العام. ويعاني بوتفليقة منذ أبريل 2013 من مرض أقعده على كرسي متحرك لكن ذلك لم يمنع من إعادة انتخابه لولاية رابعة تنتهي في 2019. وأصبحت مسألة خلافته حديث الطبقة السياسية والشارع الجزائري.