دقّت دراسة حديثة أجرتها الحكومة البريطانية ناقوس الخطر، بعد أن وجدت أن عشرات الآلاف من الرضّع يعانون من تسوس الأسنان، وألقت باللوم في ذلك على اعتماد الآباء على عصائر الفواكه في تغذية أطفالهم تحت سن ال3 سنوات. وحذرت الدراسة من أن العصائر التي تسوّق على أنها طبيعية، ويستخدمها الآباء إلى جانب حليب الأم في السنوات الأولى من عمر الرضيع ظناً منهم أنها صحية، تحوي على كميّات كبيرة من السكر تضاهي تلك التي تحويها الصودا، وهي كمية تفوق بكثير التوصيات العالمية بخصوص كمية الكربوهيدرات التي يُسمح للطفل بتناولها. وتكمن المشكلة في أن الرضيع يتناول هذه العصائر من خلال زجاجة الرضاعة، وبالتالي فإنه يمضي وقتاً أطول بكثير من ذاك الذي يحتاجه الشخص الأكبر سناً لشرب ذات الكمية بالكأس، لذا فإن أسنان الرضيع تتعرض للسكاكر لزمن طويل وتصاب بالتالي بالتسوس بنسبة كبيرة. وتقضي التوصيات بألا يتناول الإنسان أكثر من خمسة إلى سبعة ملاعق سكر في اليوم للوقاية من تسوس الأسنان والبدانة والسكري وغيرها من الأمراض، إلا أن كأساً واحداً -ذي ال200 ميلي لتر- من العصائر المحلاة يحوي على هذه الكمية تقريباً من السكر. وخلص الإحصاء الذي جرى على أطفال إنكلترا تحت سن الثلاث سنوات، أن واحداً من كل ثمانية أطفال يعاني من تسوسٍ في الأسنان يستلزم علاجاً طبياً، وهي نسبة مرتفعة جداً دعت الباحثين إلى الدعوة لوضع قيود على بيع المنتجات الغنية بالسكر. ورغم أن هذا التسوس يحدث في الأسنان اللبنية عند الأطفال، إلا أن الإصابة به في عمر مبكرة قد يحمل عواقب تستمر لمدى الحياة كأمراض اللثة، إضافة إلى أن تناول المشروبات الغنية بالسكر يؤدي للإصابة بالبدانة وأمراض السكري عند الكبر. وكانت دراسات سابقة قد وجدت أن عدد الأطفال الذين يخضعون لعلاج طبي نتيجة تسوس الأسنان قد زاد بنسبه 14% خلال آخر ثلاث سنوات، ويعود ذلك إلى زيادة الاعتماد على المشروبات المحلاة والأطعمة الغنية بالسكاكر. العربية نت