- قال الناقد الأدبي الدكتور معجب العدواني، إن «الروايات الداعشية»، حسب وصفه، موجودة في الساحة الثقافية المحلية، وأن ظهورها جاء بعد صدور رواية «بنات الرياض». جاء ذلك خلال ندوة نظمها نادي جدة الأدبي الثقافي مساء أمس الأول تحت عنوان «الروائيون الجدد»، وشارك فيها إلى جانبه، الدكتور سحمي الهاجري، وأدارها القاص محمد علي قدس. وبدأت الندوة مع الدكتور سحمي الهاجري، الذي تحدث عن الروائيين الجدد والوظيفة الإجرائية والقيمة المعرفية لديهم، محدداً ثبات المؤثرات والخطاب العميق للرواية. وتناول الهاجري الطفرة الروائية والتطور المعرفي والتكاثر الكمي للرواية وحجم الفراغ المفتوح. وذكر أن سبب كثرة الروايات على حساب الفنون الأخرى مثل الشعر والقصة، يعود لأن الشعر وعي فردي. وبين أن الرواية القوية تعمق الفكرة وتستنفر الحواس والمشاعر لدى المتلقي. وقال بحسب صحيفة الشرق إن الرواية المحلية تعتمد على أن السياق أقوى من النصوص دون ربطه الوثيق بسياقات الإنتاج وسياقات التلقي، خاتماً حديثه باستعراض شهادات الروائيين في دوافعهم للكتابة. ثم تحدث الدكتور معجب العدواني في ورقته حول عن المصطلح وتقسيمه بين النقاد والجيل القديم من الروائيين من خلال منهج سيكولوجي نفسي وإحلال العام في الخاص، مبيناً أنه لا يمكن النظر إلى الروائيين الجدد بوصفهم طبقة واحدة. وقال: إننا أمام فئتين من الروائيين الجدد وهما: الفئة الأولى الروائيون الجدد الذين يصبون إلى معالجة الفعل الإنساني باجتياز الأدلجة إلى صوغ الفن والجمال، وقد راجت أعمال هذه الفئة رواجا تحقق بفضل ثورة المعلومات وانتشار وسائل التواصل، لكنها لم تحظ بحضورها المرتجى عربياً إلا في حالات قليلة، موضحا أن ذلك يعود إلى وقوع هذه الفئة في مأزق التلقي النقدي الشمولي، وهذا الأمر ربما لم تتعرض له الأعمال الروائية للأجيال السابقة؛ إذ كان العمل يحظى بعدد من المراجعات المحلية أولاً ليجتاز إلى المستوى العربي. أما بعض الروائيين الجدد فقد كان وضعهم مختلفا؛ فقد حظيت أعمال بعضهم بمراجعات نقدية وحضور تفاعلي. ولفت إلى أن أعمال عدد يسير منهم قد حظيت بدراسات نقدية جادة مثل رواية يحيى أمقاسم «ساق الغراب». وأشار العدواني إلى أن بعض مدعي النقد عربياً يروجون لدراسات عن الرواية السعودية منسوخة من الإنترنت، كاشفا عن أن أولئك الذين يصدرون كتبا لا تمثل سوى نقل واقتباس عن الرواية السعودية، ويمثل هؤلاء خطراً على الكتابة الروائية. وقال: إن الفئة الأخرى هي فئة الروائيين الخاضعين لأدلجة ما، إنهم أولئك الذين يكتبون الرواية بوصفها نصاً ينطلق من أيديولوجية مضادة لموقف أو نص أو شخص، وتجبرك هذه الفئة على تناولها على الرغم من ضعف الجمالية وضحالة الفكر، وذلك لكونها تمثل اتجاهاً فرضها، ولها قراؤها المتعصبون، ولديها منصات النشر الخاصة بها، إلى جانب توفر الدعم الكبير الذي تحظى به. وقال: بعد «بنات الرياض»، ظهرت عديد من «الروايات الداعشية». ثم تطرق إلى علاقة النقاد من خلال التبجيل للرواية والتنائي والكشف ووصف معرفي هجومي، كما تناول نقد الحداثة مرحلة الثمانينيات والتسعينيات وزيادة الأعمال الروائية، وأخيرا المرحلة الراهنة التي تحول فيها الروائيون إلى نقاد.