- تناولت صحيفة سعودية اليوم الجمعة ظاهرة الالحاد التي بدأت تطفو على السطح عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل علني حيث فجر مقطع إلحادي, قالت الصحيفة أنه انتشر على موقع التواصل «كيك» وتسبب بدوره في تحرك هيئة الأمر بالمعروف لمخاطبة الداخلية للقبض على عدد من الملحدين الذين يسبون الله جل وعلا، أو نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم حفيظة .وحول البحث عن جذور هذا الفكر وأسبابه وآلية وقف مدّه على مواقع التواصل، نفى عضو مجلس الشورى وخبير الفقه والقضاء عيسى الغيث وفقا صحيفة "المدينة" وصف موجة الإلحاد في الخيليج والبلاد العربية بالظاهرة...قائلا : إن موجة الإلحاد في الخليج على عمومه والبلاد العربية لا تدخل في «الظاهرة» لافتا الى ان هناك فروقا بين اللاديني والملحد فالملحد هو من ينكر وجود الله أما اللاديني فهو لاينكر وجود الله انما ينكر وجود الأديان فالملحد ينكر الربوبية واللاديني لا ينكر الربوبية انما ينكر الألوهية، لذا لابد ان نفرق بين الملحد واللاديني، وعزا الغيث الأسباب التي قادت هؤلاء الى هذا الفكر الى انتشار القنوات الفضائية والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حيث أصبح الشاب والشابة أكثر المتأثرين بهذه الموجة الإلحادية وكذلك التشدد في التعامل مع هؤلاء الناس بمعنى إذا وجدوا أن حقوقهم الدنيوية مسلوبة لاسيما «النساء وهو منتشر فيهم الإلحاد» فإنهم يعتقدون أن الدين هو الذي تسبب في ظلمهم من حقوقهم وبالتالي يكفرون بالدين ويصبحون لا دينيين وبعضهم ينتقل من اللادينية الى كونه إلحاديًا تمامًا ولذا يمكن ان ننطلق من الحديث النبوي عن النبي صلي الله عليه وسلم حينما قال: يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا» فحينما يرى أحد داعش الآن تتعامل بهذه الطريقة تسبي النساء وتقتل الناس وتعذب وتسحق وتقطع الرؤوس بهذه الطريقة البشعة وتعذب بالنار يقول لو كان هذا هو الإسلام انا ما ابغي الدين كله ولا كل الاديان. وقال: إن هناك أسبابًا أخرى كضعف الإيمان بالله نظرًا لموضوع التعليم، التربية والتعليم هي تربية تقليديه تعمد الى الحفظ وليس الفهم وليس هناك فهم وتفكر في حين أن القرآن يدعونا الى التأمل «أفلا يتفكرون» «أفلا يتدبرون» وغيرها من الآيات ومع الأسباب الثلاثة يأتي الإحباط من حال العرب والمسلمين. والظلم الواقع عليهم من الخارج والحروب الحاصلة الآن، وهي عبارة عن مجموعة من الصدمات. ومن بعد والغلو والتشدد هو سبب من الاسباب بكل تأكيد وهذا ما لمسته بنفسي عبر تواصلي مع مجموعة من الذين تأثروا بهذا الفكر. التربية والتعليم وعن وسائل العلاج قال الغيث لابد أن نعيد النظر في التربية والتعليم ونعيد النظر في الثقافة والإعلام ونعيد النظر في الوعظ والإرشاد عبر خطب الجمعة والمحاضرات فنحن نسعى الى إدخال غير المسلمين إلى الإسلام في حين أننا نفرط في المسلمين أنفسهم بأننا نتسبب بطريقة أو أخرى إلى إخراجهم اما عبر تهجيرهم او عبر تكفيرهم بشكل غير مشروع على هذا النحو. فإننا حين نغرق المجتمع باستحضار آيات نزلت على المشركين والمنافقين ونرسلها على المسلمين والمؤمنين عبر ما يكتبه بعض المشايخ والدعاة في تويتر وفي مقالاتهم ونحو ذلك والبعض في خطب الجمعة ينزلون آيات في القرآن نزلت على مشركين ومنافقين ينزلونها على إخوانهم المسلمين لمجرد أنهم اختلفوا معهم فكريًا. فالعلاج أن نرفض مثل هذا الأمر وندعم الوسطية قال الله تعالى في القرآن (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) وأيضًا الاعتدال والتسامح على هذا النحو وهذا عبر إبراز الوسطيين والمعتدلين ودعمهم ودعم مناشطهم وجميع ما يقومون به من تعبير عبر وسائل الإعلام والاتصال. مقاومة المواقع وليس من علاج الإلحاد فقط مقاومة المواقع ومثلا لو أتى ملحد او ملحدة بينه وبين نفسه لم يعلم عنه احد، فنحن لن نذهب لاختبار الناس فالأصل في المسلم السلامة والإيمان ولا يجوز اختبار الناس ولكن عندما تخرج مشكلته في التفكير الى مشكلته في التعبير وراح يعبر ويتكلم في تويتر وفي بعض المواقع ناشرًا لهذا الفكر ويضلل الناس على هذا النحو لحظتها يجب على الجهات المختصة أن تكافح هذا الحسابات بتويتر وان تكافح هذه الموقع الإلكترونية وان تكافح مثل من يقوم بهذا الأمر. كيف التعامل لابد أولًا من التحقيق ثم الادعاء العام وقبل المحاكمة هناك بعض الأمور التي تتم بالأخذ والعطاء مع «الملحد» واقامة الحجة والاستتابة والاستتابة لا تتم بالقوة إنما تبين له الحقيقة والإيمان ويعطى مثل هذه الأمور فإن رجع الى الايمان فالحمد لله وان لم يرجع فإنه حينئذ يقام عليه حد الردة. ولكن حد الردة لا يقام عليه لأنه ذهب اليه واختبر ايمانه وهو جالس في بيته ولكن هو الذي ظهر أمام الناس وأبان حقيقته وسعى الى نشر الفساد بين الناس على هذا النحو. وطالب بتحصين الجيل تحصينًا إيمانيًا بالتدبر والتفكير وليس بالتحفيظ فأنت اذا اعطيت كل ابن حصانة عبر الإيمان الحقيقي بالعقل والمنطق فحينئذ إذا رميته في أي بيئة ملحدة لن يؤثر عليه بل هو سيؤثر بهم.