انهالت الانتقادات الحادة تجاه الداعية الشيخ محمد العريفي، وذلك بعد تقديمه الهدايا لعددٍ من الفنانين والفنانات كان من أبرزهم مذيعة قناة mbc علا فارس، ومذيعة قناة العربية سهير القيسي. وقالت كاتبة "الوطن" حليمة مظفر، في مقالها اليوم: "يبدو أن غرضاً جديداً ومبتكراً من إهداء العطور للنساء، وهو "الوعظ والنصح والدعوة" كما فعل أحد الدعاة، ممن عُرف بتشدده الديني خاصة فيما يخص قضايا المرأة، فيما يحرض الشبان المتحمسين على الذهاب إلى الجهاد في ساحة يقتل المسلمون بعضهم بعضاً بسبب طائفيته، بينما ينعم أولاده بكنفه وحضنه، ويذهب إلى صيف لندني ممتع، كل ما يثيره هذا الداعية ليبقى في دائرة الضوء. وأضافت مظفر "إن آخر ما قام به هذا الداعية أنه أهدى أخيراً عطرين إلى مذيعتين رقيقتين في قناتين، الأولى: يتهمها بأنها "صهيونية" والأخرى: يزعم أنه مقاطعٌ لها بسبب فسادها، رغم أنه كان يوماً له برنامج في قناة تعرض برنامج "هزي يا نواعم" مسابقة في الرقص الشرقي ولم يرفض العمل بها". وبيّنت في مقالها أن هذا النوع من الإهداء يضيف معنى جديداً للعطر كما أضاف التفاح ابتكاراً في التاريخ، وتساءلت: "أليس مثله وبما عُرف به خطابه يعتبر أن المرأة التي تتعطر ويشمها الرجال كما هو "الزنا"؟، وهل سيتحمل هذا الذنب حين تستخدم الجميلات عطره "الهدية"؟، أم أننا نفهم هنا بجواز تعطر المرأة وليس عليها ذنب ولا من أهدى لها عطراً!"، مضيفة أن السؤال الأهم الذي يطرح نفسه وقد أوضح مكتبه أن الشيخ الواعظ أرسل هذه الهدية ل100 من الممثلات والممثلين والمذيعين والمذيعات!، "تُرى أين ال98 المتبقين من ال100 الذين قَبلوا هذه الهدية؟، والأهم هل يا ترى بنات بلده كان لهن منها نصيب؟ أم هنّ ممن خارج السرب؟!. وختمت مظفر قائلة: "لا أعرف إن كنتُ أسخر فعلاً، لكن لا يأتي الشيخ الواعظ وأتباعه بعد اليوم ويقولون "عيييب" للرجل الغريب الذي يهدي امرأة غريبة عنه قنينة عطر! ففي الأمر كما يبدو مما فعله الشيخ فُسحة، مبتعداً عن باب "سد الذرائع" الذي استخدم كثيراً للتضييق على الناس، أليس كذلك!". من جانبها ضربت وأوجعت كاتبة الحياة بدرية البشر، في مقالها اليوم عندما قالت إن ما حدث لبعض رؤوساء الدول من مواقف مع زوجاتهم وكيف تعامل معها الإعلام والجمهور بكل حيادية يذكرها بما حدث منذ يومين حين قام واعظ وشيخ وإمام مسجد دأب على مهاجمة قنوات «إم بي سي» واتهامها بالتهتك والفجور، وإذا بنا نجد أن مذيعتين جميلتين تنشران في موقعها على الانستغرام صورة هدية تلقتاها من الشيخ الرقيق، عليها كلام لين من المحبة وتمني الخير، وفي صندوق من الديباج يحوي كتابين له وقنينة عطر باذخة. وأشارت البشر في مقالها إلى أن الشيخ يهاجم القناة في العلن ويتهمها بالتهتك والفجور ويغازل مذيعاتها في الخفاء، وهو مَن شن حرباً من القذف في الأعراض لأن عدداً من المثقفين جلسوا مع عدد من المثقفات في وضح النهار وتحت أضواء الكاميرات في بهو الفندق الذي ينعقد فيه المؤتمر، وعد ما حدث فضيحة أخلاقية أسماها فضيحة «بهو ماريوت»، وشنع فيها وكاد لمن يناصر هؤلاء المثقفات المنحلات. وأضافت البشر قائلة: "إن ثقافة الدفاع عن الملتحين من المشاهير خرجت تقول إن ما حدث حدث من باب «تهادوا تحابوا»، في الحقيقة هذا «اللي احنا خايفين منه»، من «تحابوا» هذه التي لا تجد طريقاً لها إلا في الخفاء، فما قام به أوباما وهولاند أيضاً جاء من باب «تحابوا» في الخفاء، لكنه وجد الفرنسيين يقولون له: «عيب يا ريّس!". وختمت البشر مقالها قائلة: "جريمة الفرد قابلة للتطهر فكل الناس خطاؤون، لكن جريمة الثقافة لعنة كبيرة، فهي التي تلقن الناس التواطؤ مع الأخطاء والانتصار للقوي أو النجم أو السياسي طالما يمتلك القوة والمال والسطوة، ولن تُهدي المجتمع إلا مزيداً من الضلال".