يبدو أن الإعلاميين الذكور لم يحظوا بنصيب كبير من "هدايا" الشيخ محمد العريفي والتي بعث أغلبها للزميلات الإعلاميات خاصة مذيعات قناة العربية. لكن بغض النظر عن ذلك فإن المهم هنا هو السؤال لماذا اختار العريفي هذا التوقيت لبعث الهدايا وما هي غايته من ذلك؟، هل هي من باب توليف القلوب واستمالتها أم من باب الدعوة والهداية للدين؟!. الشيخ محمد العريفي وزملاؤه دعاة القنوات الفضائية يحرصون دائماً على التواجد الإعلامي ولا يحتملون الابتعاد عن الأضواء طويلاً فنراهم متواجدين بكثافة في القنوات الفضائية وتويتر ومواقع الإنترنت، وغالباً ما يلجأون للأفكار الغريبة و"الشاطحة" من أجل تأكيد حضورهم الإعلامي، والشيخ العريفي له في ذلك صولات وجولات، ومن ذلك إعلانه قرب عودة الخلافة الإسلامية في "قاهرة المعز"!، أو بعض فتاواه الجريئة، أو تأكيده على مشاركة الملائكة في قتال نظام الأسد في سورية؛ ورغم أن ظهور الملائكة ليس بعزيز على الله سبحانه وتعالى إلا أن استغلال الدين في صراع سياسي معقد ومتشابك مثل الصراع السوري فيه انتقاص للدين واستخفاف لا يليق أن يصدر ممن هو في مكانة العريفي. وانطلاقاً من حقيقة حرص الدعاة الجدد على الظهور الإعلامي يمكننا تفسير خطوة الشيخ العريفي بإهداء الإعلاميين والإعلاميات بأنها -ضمن هذا السياق- نوعاً من الاحتكاك بالأضواء والإعلام والشهرة. خاصة أنها خطوة مفاجئة ستضمن الحضور الإعلامي الأكيد للشيخ في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما حصل بالفعل بعد أن أعلنت المذيعتان علا فارس وسهير القيسي تلقيهما لهدايا الشيخ. لكن محبي الشيخ لا يحبذون هذا التفسير الذي يجعل من شيخهم مجرد باحث عن الأضواء ويفضلون على ذلك تفسيراً آخر وهو أن الهدايا كانت من باب "تهادوا تحابوا" أو لإعادة المذيعين والمذيعات إلى الإسلام وهدايتهم مما هم فيه من زيغ وضلال!. لكن السؤال هنا: هل المذيعون كافرون في نظر هؤلاء حتى نقول إن الدافع من وراء الهدايا هو هدايتهم للسراط المستقيم؟. وهنا ندخل في دائرة التكفير التي هي بالتأكيد أخطر من البحث عن الأضواء!. ما يجب أن يعرفه الجمهور أن للأضواء سحرها الذي يصيب بعض المشاهير بالمرض حتى لا يجد حرجاً في الخروج على الناس من خلال أي وسيلة إعلامية ليقول فقط: أنا هنا وأنا حاضر وموجود. وبعض دعاة الفضائيات ليسوا استثناء من ذلك، فهم يريدون أن يبقوا في عقول الناس وأذهانهم بشكل دائم ومتواصل لذلك لا يتورعون عن الظهور في قنوات كانوا يحرمون مشاهدتها سابقاً أو يتواصلون مع مذيعاتِ قنواتٍ كانوا يطالبون بمقاطعتها!. الشيخ العريفي وهو يهدي جميلات العربية وMBC لم ينس بالتأكيد أنه كان في يوم من الأيام يدعو إلى مقاطعة مجموعة MBC بكافة قنواتها وأفتى بتحريم مشاهدة برامجها وإدخالها البيوت. فهل الهدايا تعني أن موقفه تغير؟. إذن لم لا يعلن عن موقفه الجديد للناس علناً بنفس جرأته في التحريم والمقاطعة؟. مشكلة بعض الدعاة الجدد أنهم يحرصون على التواجد الإعلامي أكثر من حرصهم على خدمة المجتمع، يدعون للجهاد ويحرضون أبناء الناس ويستثنون أنفسهم وأولادهم، ويبشرون بالتعصب والفرقة لاعتقادهم أن هذا الأسلوب يضمن لهم تحقيق أعلى مستوى من الحضور الإعلامي. ولوحظ على هؤلاء في الفترة الأخيرة اتجاههم صوب المرأة بالذات ربما من باب نفي الصورة السيئة التي تروج عنهم أنهم يمتهنون المرأة ويسخرون منها، أو فقط من أجل لفت الانتباه وتحقيق شهرة أعلى وحضور إعلامي أكبر.