فيما انطلقت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا جولة أولى من المفاوضات غير المباشرة، بين وفد حكومة جنوب السودان وممثلي النائب السابق لرئيس جنوب السودان رياك مشار، تضاربت الأنباء حول الوضع على الأرض. فقد أكد مصدر عسكري استمرار القتال بين جيش جنوب السودان وأنصار نائب الرئيس السابق رياك مشار في مناطق بولايتي الوحدة وجونقلي. وناشدت هيئات إغاثة مد يد العون لعشرات الآلاف من النازحين الذين أجبروا على ترك منازلهم بسبب القتال. وقال الجيش الشعبي لتحرير السودان إن قواته تحارب المتمردين على بعد 24 كيلومتراً جنوبي مدينة بور، عاصمة ولاية جونقلي، التي تسيطر عليها قوات المتمردين، في محاولة منه لاستعادة السيطرة على هذه المدينة. وتقع بور وهي عاصمة ولاية جونقلي على بعد نحو 190 كيلومترا إلى الشمال من جوبا وتبادلت القوات الحكومية والمتمردين السيطرة عليها ثلاث مرات منذ بدء القتال قبل نحو 3 أسابيع. وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان فيليب أقوير "سيطرد المتمردون من بور في أي وقت". غير أن المتحدث باسم المتمردين موزيس رواي لات قال إن القوات الحكومية هي التي تتقهقر وإن رفاقه يتقدمون وهم "قريبون" بالفعل من جوبا. وقتل أكثر من ألف شخص وهجر 200 ألف من ديارهم في القتال الذي بدأ قبل ثلاثة أسابيع وأثار مخاوف من احتمال انزلاق البلاد إلى حرب اهلية شاملة بين أبناء الدنكا قبيلة الرئيس سلفا كير والنوير قبيلة مشار. وفي الأثناء، مازال الغموض يكتنف مصير مفاوضات التهدئة وإنهاء القتال في جنوب السودان التي تستضيفها العاصمة الاثيوبية أديس أبابا. وتفيد الأنباء أن الطرفين لم يتمكنا حتى الآن من الاتفاق على أجندة التفاوض رغم المساعي الجادة من قبل الوساطة الإفريقية لإنجاحها. حكومة جوبا من جانبها حملت رياك مشار النائب السابق للرئيس، والموالين له مسؤولية التوتر الدائر في جنوب السودان.