ذكرت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) ان مقاتلين اسلاميين في سوريا سيطروا على الحي القديم لبلدة معلولة المسيحية ويحتجزون عدة راهبات في دير هناك. ويأتي القتال من اجل السيطرة على البلدة الواقعة على بعد نحو خمسة كيلومترات من الطريق الرئيسي الذي يربط دمشق بحمص ضمن معركة اوسع بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية للسيطرة على الطريق السريع الاستراتيجي بوسط البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان يوم الاثنين ان مقاتلي جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة استولوا على الحي القديم في معلولة بعد قتال استمر عدة ايام. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن انه لا يمكنه تأكيد تقرير سانا أن مقاتلي النصرة اقتحموا دير مار تقلا للروم الارثوذكس وانهم يحتجزون عدة راهبات هناك. لكنه قال ان الدير يقع في الجزء القديم من معلولة الخاضع الان لسيطرة جبهة النصرة ووحدات معارضة أخرى. واضاف عبد الرحمن ان اربعة من افراد المعارضة المسلحة قتلوا يوم الاثنين في قتال ضار خاضته القوات الحكومية والميليشيات الداعمة لها لاستعادة الحي. ويصعب التحقق من الأنباء الواردة من داخل سوريا بسبب القيود التي تفرضها السلطات السورية على وسائل الاعلام الاجنبية والمستقلة. وكانت البلدة مسرحا لقتال ضار في سبتمبر ايلول عندما تبدلت السيطرة عليها اربع مرات في سلسلة من الهجمات والهجمات المضادة للمعارضة والقوات الحكومية. وفي ذلك الوقت نفت رئيسة الدير تقارير تداولتها مجموعات مؤيدة للحكومة بأن مقاتلي المعارضة نهبوا المواقع المسيحية. وتتزامن احدث موجة من القتال للسيطرة على المدينة مع هجوم حكومي لتأمين بلدات اخرى على الطريق من دمشق الى مدينة حمص ومنطقة العلويين المطلة على البحر المتوسط. ومن شأن السيطرة على الطريق ان تحكم قبضة القوات الحكومية على وسط سوريا كما ستتيح المرور الامن لمئات الاطنان من الكيماويات المقرر شحنها إلى خارج البلاد بنهاية العام لتدميرها. ومنع القتال رئيسة البعثة الدولية المشرفة على التخلص من الاسلحة الكيماوية من السفر برا من دمشق الى ميناء اللاذقية الاسبوع الماضي. وقالت سيرجيد كاج رئيسة اللجنة المشتركة للامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية انها اضطرت للسفر بطائرة هليكوبتر بدلا من ذلك. وقالت كاج لمندوبين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي "ما زال الامن تحديا كبيرا للجميع. لم ينفذ برنامج لتدمير الأسلحة الكيماوية قط في مثل هذه الظروف الصعبة والخطيرة." وفي الاسبوعين الأخيرين وسعت قوات الاسد نطاق سيطرتها في بلدتي قارة ودير عطية القريبتين من الطريق وتقاتل من اجل السيطرة على بلدة ثالثة هي بلدة النبك. وقال التلفزيون الحكومي يوم الاثنين ان الجيش قضى تماما على المجموعات الارهابية المسلحة حول دير عطية والنبك. وقال عبد الرحمن مدير المرصد السوري ان المعارضة لا تزال موجودة في جزء من النبك لكن القطاع الغربي للبلدة الاقرب الى طريق دمشق حمص تحت سيطرة الجيش. ومعلولة موقع سياحي وكانت قبل الحرب تجتذب الزوار المسيحيين والمسلمين على حد سواء. وما زال بعض سكانها يتحدثون الارامية لغة المسيح.