إن هيمنة المرأة النسوية وقوتها لا تحصل إلا بوجود من يصفق لها ويُعززها ويُمجدها، فمن هو الداعم والضامن؟ إنه ذلك الشخص الذي وُجد خلف الستار في محط مسرح الانتشار، يلحظ ُعن بعد ويتدارى من ثقب، ويرسم ابتسامة وُجد المصلحة. ما علمت تلك النسوية أن ذلك التعزيز والتشريف إنما هو لغايةٍ خسيسةٌ في نفسه، وفي مقابلها هدم كيان الأسرة والمجتمع بدءً بأسرته ومجتمعه المحيط. فيحاول الرجل النسوي بشتى الطرق زعزعة أمنها واستباحة شرفها بمداخلٌ تُضعفُ من أمرها وتزعزعُ كيانها وتهزُ فطرتها، وما هو إلا شيطانٌ من أغضبِ الشياطين وأخسِ الملاعين؛ لأنه استغل ضعفها واستمات حاجتها وهيج مكامنها... وبعد أن توسع نفوذ ذاك النسوي، واحتكم الأمر عنده؛ لأغراض سياسية أو اقتصادية أو مجتمعية إلا وانقلب عليها رأساً على عقِب، وبدأ يحقق فيها الدفن قبل أجل الموت. يا ليتها تعرف أن ذلك الذي أودع فيها مبدأ النسوية هو نفسه من أباد عنها هيمنة النسوية، لذا يستحق ذلك الشخص وبكل أحقية وجدارة مسمى (الرجلُ النسوي). فالنسوي يتسلل إلى تلك الأنثى بادئاً بعقوق والديها، واستغنائها عن زوجها، قاطعة أولادها، هادمة مملكتها، فهو حقق النسوية من جهتين: .***** من جهة تعنيفها وحرمانها حقوقها؛ فانحرفت عن مسارها فما وجدت من ضعفها إلا اعتناق النسوية، فهو نسوي مُستبد. .***** ومن جهه أنه يعمل على إبرازها بغير ما هيتها، ويلبسها زياً غير ثوبها، ويُسيرها بغير طريقها فهو مُنفتح مصلحي. فهذا أدخلها النسوية وهذا هيمنها للنسوية، والأبشع والأرذل الذي يتوغلُ للنصوص الشرعية ويطعن في القطعية، ويُغير في الظنية. أما الأضحوكة هو أضحوكته على نفسه وحياته ومجتمعه، ولو علمت المرأة النسوية أن هذا النسوي يستحقرها في نفسه، ويستصغرها في عينه وإلا ما كان جهزها بطلة الجمهور وعرضها لكل غادر ومغمور، ولو كان يعرف قدرها ما جعلها عُرضه للتيارات العنيفة، والهجمات المُستبدة، وما جعلها واجهة مُدافعة عن رغباته الزائفة وأمنياته الحقيرة. وأضحوكة النسوي إنما هي أضحوكةٌ على نفسه. ************************************************ الباحثة/ مها بنت غبشان القرني