معظمنا يتخذ من الماضي كتاب يسترجع صفحاته و يقرئها عن طريق الذكريات مهما مرت السنين و طالت ، و الأماكن التي نعرفها تبدلت ، كذلك نفوس بعض الأشخاص التي مرت في حياتنا تغيرت لابد ان نتذكر الماضي بحلوه و مره ... ** هل صحيح ان الإنسان يبقى أسير الذكريات التي عاشها في فترة من حياته قد تؤثر على حياته نفسها و على شخصيته و طبعاً تؤثر على من حوله من أهله أقاربه و أصدقائه و غيرهم ؟ نعم هذا صحيح فمثلاً ان تعرض طفل لحادث سيارة مروع فأنه يتذكره حتى يبلغ العمر أرذله خاصة ان كان هذا الحادث قد تسبب في فقد شخص عزيز عليه لأن الحادث بحذافيره يبقى محفوراً في ذاكرته حتى لو حاول ان يبعد تفكيره عنه بشتى الطرق ... و العكس صحيح فقد يعيش الإنسان في طفولته أيام او ساعات جميلة تصبح فيما بعد مجرد لحظة تتوجها فرحة مع ابتسامة يتذكرها بين فترة و أخرى ... ** كل إنسان يتذكر لا أحد ينكر ذلك أنما مامدى تأثير مايتذكره على نفسيته من الداخل من ناحية السلب أو الإيجاب فمن الجميل ان تكون ذكريات الماضي جذوة تشعل بها حماس الإنسان ليمضي بثقة و عزم و قوة كي يبني المستقبل ... هذه هي الذكريات المطلوبه و التي يتمناها الجميع فهي حافز بناء للإنسان من الداخل مرتبطة بقوة الإرادة به بمحاولات متعددة و لا يهم الفشل ان كان طريقاً في النهاية للنجاح المثمر و المتواصل فقد يستطيع إنسان واحد بما لديه من مقومات النجاح مع شجاعة يتوجها عدل و حكمة يكلل ذلك اعطاء فرص عديدة لغيره قد يستطيع هذا الإنسان الواحد بناء مجتمع كامل متكامل بني على أساس صحيح لحياة كلها أمل وازدهار ، تفاهم و تناغم في جميع فئاته و طبقاته ...