في مواقف الحياة لابد أن أحدا منكم قابل طبلا فارغا حين تعامل معه اكتشف أنه ليس فارغا فقط بل مملؤه بالثقوب حتى جعلته تافهاً يُزهد به ، ولا يُعيره إهتمام إلا من كان على شاكلته . اعتقد أنه يتبادر إلى أذهانكم سؤال ما الذي تقصده مها بالطبل الفارغ ؟ حسنا ! سأخبركم من هو الطبل الفارغ ؟ الطبل الفارغ هو الإنسان التافه الذي إذا حدثته ندمت على حديثك معه ، لشده سخافته و قلة عقله و ضعف ادراكه و ضحالة تفكيره ، و سماجة أسلوبه ، و ضيق نظرته لحياة . إنسان فارغا داخليا بمعنى الكلمة لا تملئه سواء التفاهة والفراغ ، لا هدف لا طموح ، لا ثقافة ، لا اهتمام بذات ، لا نمو فكر ، جُلَّ حياته يتمركز على الأكل و الشرب و وملذاته و البحث عن توافه الحياة . سأبحر معكم قليلا في بعضٍ من صفاته ، و عندما أسردها لكم ستبدأ ذاكرتكم بتذكر بعض أشخاص الذين تعاملتم معهم وكان بهم هذه الصفات أو بعض منها . * عندما يتحدث أغلب مواضيعه لا معنى لها ولا فائدة أو قيمة فقط يريد أن يفتح فاه و يثرثر . * عندما تتحاور معه في شيء معين يدعي أنه يعرفه لكن أسلوبه يكشف كذبه ، و العجيب أنه يُكمل كأن عنده دكتوراه فيه و يتشدق بكل ثقة . * يكون كل اهتمامه على الأشياء التافه سواء من أخبار المشاهير أو القال و القيل و أخبار الناس وغيرها من التوافه التي لا فائدة منها سواء كشف العورات و الغيبة والنميمة العجيب أنه يفرح بهذا الأمور كأنه اكتشف الذرة عندما ينقلها للأخرين . * دائما يحكم على الآخرين من مظهرهم الخارجي فقط و يصدر عليهم أحكام فورية و يبدأ يصنفهم هذا كذا وهذا كذا ، وهو في الحقيقة لم يتعامل معهم أبدا . * تجدون فيه تطفل على حياة الآخرين بشكل يجعل منها مهنة له ، و يتضايق إذا لم يعرف أمرا ما عن أحد يعرفه ، ومن فراغة عقله و تفاهة شخصيته يعاتب و يغضب كأن أحد ما سلب حق من حقوقه . * مبدأ الإحترام عنده يكاد أن يكون معدوما فهو لا يهمه سواء أن يكون هو محور الكون في المجالس . هذه بعضا من الصفات و مؤكد هناك صفات أخرى بعضكم اكتشفها من خلال تعامله من هذه العقلية الفارغة . وقد تحدث بعض الحكماء عن هذه العقلية الفارغة بشيٍء من العبارات العميقة مثلا : * يقول الفيلسوف العالمي ( بيرتراند راسل ) : إن العقول الفارغة تقود للغباء ، لذا صاحب هذه العقلية هو مريض و مدمن على الفراغ و الفارغين . * يقول إيضا ( محمد الغزالي ) : إن*العقول الكليلة لا تعرف إلا القضايا التافهة لها تهيج ، وبها تنفعل ، وعليها تُصالح و تُخاصم . *وقال أحدهم : اعرف الإنسان الفارغ من اهتماماته وأولها إذا بدأها بالناس و سيرتهم و تصيد أخطائهم . المصيبة أن الكثير من هؤلاء يحمل شهادات عُلّيا لكن تعليمهم لم يتعدى الورق ، و للأسف عقولهم طبول فارغة بمعنى الكلمة . لذا عندما تصادف أحدا بهذه العقلية انتبه تتعامل معه بكثرة مسألة تأثرك به مسألة وقت فقط . وكذلك كن حريصا على ذاتك من أن تكون من هذه العقليات الفارغة ، أملأ عقلك و فكرك بكل شيء مفيد وكن بصمة ايجابية لها وزنها في التأثير المفيد ، اجعل اهتماماتك لمعالي الأمور فلا تكون كطبلا مثقوبا ، أنت من يحدد عقلية ذاتك فجعلها ذا قيمة و معنى في الحياة وحين تعاملك مع الآخرين . ----------------- بقلم الكاتبة مها الجهني ..