(نتمطق) بالديموقراطية ونحن بعيدون عنها في كثير من شئوننا إلا من رحم ربي حيث يمارسها في بيته فقط . الديموقراطية ليست قراراً يصدر ويطبق بين يوم وليلة وحتى لو حصل فتطبيقنا لها سيكون صعباً على العقول التي تجذر فيها ما هو ضدها فالشعوب العربية تحتاج وقتاً طويلاً حتى تستوعبها وتفهمها وتعرف حسناتها حتى تتمكن من تطبيقها بعد معرفة وقناعة. العرب لم يتعايشوا معها ولم تكن جزءا من حياتهم اليومية ليتلمسوا فوائدها عن قرب كوسيلة لتهذيب السلطات الإدارية في حياتهم بدءا من سلطة الأهل في البيت مروراً بكل الإدارات الأخرى حتى يصل إلى سلطة الحاكم . ما يحدث في تونس ومصر وليبيا هو مسرحية هزلية دموية للديموقراطية حين تغيب ويحضر اسمها فقط فيكون الناتج فوضى يمتزج فيها الحق بالباطل لأن معنى وقيمة الفكر الديموقراطي غائب عن العقول والحاضر هو ( انا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب ) ما يحدث في تونس ومصر وليبيا هو مسرحية هزلية دموية للديموقراطية حين تغيب ويحضر اسمها فقط فيكون الناتج فوضى يمتزج فيها الحق بالباطل لأن معنى وقيمة الفكر الديموقراطي غائب عن العقول والحاضر هو ( انا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب ) هذه هي القاعدة التي نسير فيها وبها في الاتجاه الخطأهذه هي القاعدة التي نسير فيها وبها في الاتجاه الخطأ فنحن بشكل عام نجهل مواصفات الديموقراطية ومكوناتها التي تحقق راحة في التعامل تصدر عن قرارات مدروسة متشاور حولها وتلك خيوط رفيعة بين ميزة الاختيار والترشيح والتعيين ومواصفات وأسباب كل واحد منها . لقد اعتدنا أن يكون كل ما نتعامل معه اجبارياً في البيت نفذ ولا تناقش واخضع خوفاً أو تأدباً يمنعك من الاعتراض حتى على ما يتعلق بقراراتك المصيرية . مدير المدرسة اجباري ، عريف الفصل اجباري ، رئيس القسم اجباري ،مدير الإدارة اجباري وما عليك إلا أن تنفذ !! كل الناس تتحدث عن الانتخاب في مجلس الشورى بنسائه ورجاله ولو سألت أحدهم من سترشح سيقول : فلان لأنه طيب أو فلان لأنه يقول كل شيء ويكشف المستور . تسأله هل تعرفه؟ سيقول : لا صديقي يقول ذلك !! نحن ابتلينا بعقول لا تؤمن بأهمية السؤال ماذا فعل فلان بل بماذا قال فقط ! فنحن شعوب كلامية تأثيرنا محصور بين الألف والياء وبها نشيد أجمل الدول وبها نبدل البحر طحينة ونغمس خبزنا فيها ونحن نعرف أننا أمام كذبة كبرى . خرجت احداهن على الشاشة لتجهز ( العصابة قبل الفلقة ) وتقول هذا المجلس لا يمثلني فقد تركزت اهتماماته على توافه الأمور وتتحدث مستبقة الأقوال والأفعال والتصريحات بتوقعات سطحية ساذجة جعلت منها أحكاماً يتناقلها الناس وهم يصفقون لها بطريقة تكشف تخبطنا الجماعي لأنها ليست الوحيدة في ذلك الرأي فمواقع التواصل الاليكترونية امتلأت وفاضت بإساءات مختلفة وتوقعات بائسة وتكهنات يتبادلونها وكأنها حقائق واقعة . إن ذلك اللغط اليوم حول الشأن العام هو في النهاية مجرد لبنة ضعيفة في بناء نحاول أن نرمم منه ما فسد تتعالى الأصوات دفعة واحدة وكل صوت فيها يدعي أنه يتحدث باسم الجماعة ويدعي أنه أعرف بأمورها جميعاً وعندما يصرح بما يريد يغلق الباب في وجوه الآخرين لا يريد منهم مشاركة ولا يريد أن يسمع لهم صوتاً ويصر أنه يمثلهم !! ومنهم أولئك الذين قالوا سنوصل كلمتنا لرأس البلاد ونقول له ونحن له من الناصحين : لا للحياة ولنطلب منه أن يعود بنا إلى عهد الجاهلية الأولى !! جماعة تعاف سنة الله في خلقه وتريدنا أن نعيش في حظائر لنتكاثر فقط كما تفعل الحيوانات !! يريدون أن يكمموا العقول قبل الألسن ويحصروا مهام الأجساد في التناسل لا أكثر ، ارهاب فكري من نوع آخر يصوب بنادقه باتجاه العقول التي بالكاد بدأت تتعلم معنى الرفض والحوار والاقتناع . ماذا يريد هؤلاء ؟ ومتى تنتهي هذه الزعامات الموهومة بتحقيق حياة على مقاس عقولهم وهي مقاسات ضيقة جداً والمصيبة أن اقوالهم وأفعالهم توحي بأنهم يحاولون أن يصوبوا فعل الله. Twitter: @amalaltoaimi