نورة الشهراني إمرأة جعلت من موقفها الإنساني تجاه قاتل ابنها مثال حي للمرأة المثالية في نخوتها وحلمها وصبرها وعفوها واحتسابها عندما لاذ قاتل ابنها إليها واستجار بها وعندما علمت أنه قتل ابنها ثبتها الله بالعقل والحكمة والصبر وأبلغت أبناءها البررة بالحادثة وأنها قد اجارته فما كان من أبنائها إلا إن يجيرون من اجارته والدتهم وتلك نتيجة للتربية السليمة لهؤلاء الأبناء... تحملوا مع والدتهم الشهمة قوة الصدمة وعظمها على أنفسهم احتراماً لحسن الجوار وامتثالاً لما حث عليه ديننا الحنيف ليتركوا الأمر بيد الله ثم بيد حكم الشرع الذي قضى بحكم القصاص من قاتل إبنها إلا أن نورة الشهراني وأبنائها أرادوا أن يسطرون ملحمة من العفو والتسامح تجاه الجاني فجاء تنازلهم عنه لوجه الله تعالى دون قيد أو شرط ابتغاء مرضاة الله فاعتقوا رقبته في موقف لا يفعله إلا من انزرع الإيمان الصادق وحب العفو والتسامح في قلبه وتوالت الوفود من قبائل كود شهران العريضة وغيرها مهنئين نورة وأبناءه بهذا الأجر العظيم الذي نالوه دون إكراه من أحد وليشكروهم على صنيعهم العظيم وتوالت معهم الهدايا التي رفضها الأبناء الأوفياء لوالدتهم ولجيرانهم وبالكاد قبلوها من شيخ شمل ونواب كود شهران وبهذا سطروا قدوة حسنة وجميلة على مستوى المملكة العربية السعودية ودول الخليج... موقف نورة وأبنائها البررة بهذا الفعل الرائع بعثوا برسالة إلى أولئك الذين جعلوا من ديات الرقاب تجارة ممقوتة واعلموهم أن العفو والتسامح وطلب الأجر خير مما يجمع المتاجرون في الديات نسأل الله أن يكتب أجر نورة الشهراني وأبناءها فقد كان موقفهم ولازال يكتب بماء الذهب.