✒ إن من خلال القراءة نتغير فكرياً و نفسياً و روحياً و كذلك ننضج و نكبر أكثر من أعمارنا الحقيقية ، فالقراءة لا يختلف عليها أثنان أنها غذاء العقل و أناقة لروح . سُأل أرسطو يوما : كيف تحكم على إنسان ؟ فأجاب أسأله كم تقرأ ؟ و ماذا تقرأ ؟ فإجابة أرسطو إجابة عميقة و مقياس رائع لمعرفة نضوج فكر آي الإنسان تعامل معه . فمن خلال القراءة نستطيع أن نميز العقل الواعي الناضج والعقل الخاوي الفارغ ، فالشخصية القارئة نجدها مميزة ، أسلوبها راقي ، جاذبة في الحديث ، طريقة خروج الكلمات منها مختلفة ، له رونق خاص ، عكس الشخصية الغير قارئة نجد فيها ركاكة الألفاظ في الحديث وسخافة الأسلوب ، بَهَتان في الكلمات . وكذلك من خلالها نتعرف على ذواتنا بشكل أعمق ، نحدد ماذا نريد من الحياة ، كيف نربي عقولنا على الرقي ، والابداع والابتكار . فهي تحول الإنسان من شخصية عادية إلى شخصية جاذبة ونادرة و تكسبه هالةً خاصة به و هيبة ذاتية يشعر بها كل من يعامل معه . فالقراءة الطويلة المتأنية تعلم أدب الاستماع ، فالقارئ لا يتكلم وإنما يستمع و يفكر بعميق إلى الذي يقرأه و يحاول أن يكتشف ما وراء سطوره. لقد ذكرت أ/ عائشة عبيد في أمسية أقامتها بعنوان ( كيف تختار كتابك بعناية ؟ ) فوائد القراءة على عقل و حياة الإنسان ، وهي كالتالي : 1- تخفيف التوتر و تنشط الذاكرة . 2- تطوير المهارات الكتابية. 3- الشعور بالراحة والهدوء. 4- التوسع في المفردات لدى القارئ و تنمي عقله . 5- تقوية مهارات التفكير التحليلي. 6- وسيلة للترفيه والمتعة. 7- زيادة التركيز ، تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر. 8- تعزيز قدرة ووظائف الدماغ ، تجعل الشخص أكثر ذكاء . فمن كان من عاداته اليومية القراءة والإطلاع سيشعر بكل هذة الفوائد العظيمة على عقله وحياته . وذكرت أيضا كيفية اختيار الكتاب المناسب من خلال اتباع هذة الخطوات الثلاث وهي النحو الأتي : 1- تحديد الهدف : أي أسأل ذاتي ماذا يجذبني من المواضيع حتى ابحث عن الكتب المناسبة لها . 2- السؤال : أي أسأل واستفسر من الأشخاص القارئين عن أفضل الكتب التي ممكن استفيد منها . 3- البحث : أي استخدم محرك البحث قوقل أو الذهاب إلى المكتبة وأخذ فكرة عن أفضل الكتب التي أريد اقتنائها ، فإذا لفت انتباهي كتاب ما احرص على قراءة مقدمته و خاتمته وفهرسته حتى أتأكد أنه كتاب مناسب لإقتنائه و الاستفادة منه . وأيضا ذكرت أربعة أسباب تجعل الكثير من الناس يزهد في القراءة ولا يستمر عليها ، وهي على النحو التالي : 1- عدم اختيار الكتاب المناسب . 2- عدم تخصيص وقت يومي للقراءة . 3- عدم اختيار المكان المناسب الذي يساعد على القراءة . 4- التأثر بالبيئة المحيطة بالفرد . وأختم بمقولة رائعة للأديب العقاد عن القراءة قال : 《القراءة وحدها هي التي تُعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة؛ لأنها تزيد هذه الحياة عمقًا، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب.》 ----------------- بقلم الكاتبة : مها الجهني