عامٌ مرَّ سريعاً وعاد إلينا يحمل بين طياته عديداً من الكتب، وتجارب المعرفة، وحصاد العقول، السؤال الذي يتبادر لذهني الآن؛ كم كتاباً قرأتُ في عام؟ وما هي حصيلة هذه القراءة؟ وما مدى الاستفادة الحقيقية من قراءة الكتب؟ يقول أحد الفلاسفة: «الكتب سعادة الحضارة بدونها يصمت التاريخ ويخرس الأدب ويتوقف العلم ويتجمد الفكر والتأمل» ويقول العقاد: «الكتب طعام الفكر» وقد تختصر القراءة لك مشوار التعريف بنفسك كما في إجابة أرسطو حين سُئِل، كيف تحكم على إنسان؟ فأجاب أسأله، كم كتاباً يقرأ؟ وماذا يقرأ؟ إننا ومن خلال معارض الكتب نتعرف على كثير من الثقافات، ونطلع على حضارات أمم فنيت وبقي إرثها المعرفي شاهداً لها. ولعل من الجميل احتضان العاصمة الرياض مثل هذا العرس الثقافي، الذي ينتظره عشاق القراءة بشغف، ويُفتتح برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- الذي يحمل شعار «الكتاب تعايش». تبقى القراءة حياة، فهي غذاء للعقول، والتعايش مع الكتاب يبدأ منذ الصغر، حين نغرس في أطفالنا حب الاطلاع والقراءة، ونساعدهم في اختيار الكتب المناسبة لهم. حين ينشأ الطفل الصغير بين أبوين قارئين سيختصر هذا كثيراً من الوقت، فالقدوة أمامه والكتاب بين يديه. يجب أن نقرأ لنزيد من قوتنا كما يقول باوند، فالإنسان الذي يقرأ هو إنسان مفعم بالحياة، والكتاب ما هو إلا وعاء من نور يقبع بين يدي من يقرأ.