الذاكرة المشحونة بقلم حسن سلطان المازني. كانت فكرة العمل الصحفي ترسخ في الذاكرة لأيام وربما أكثر حتى يتم تنفيذها على أرض الواقع ولم يكن لها أجنحة تطير بها من الذاكرة بعكس هذه الأيام نجد إن الفكرة إذا لم تدونها من لحظتها تطير منك في لمح البصر دون أن تستطيع استحضارها لإنها أقلعت بمحركاتها النفاثة من الذاكرة دون احم ولا دستور ما جعلنا نحاول أن نضبط تدوينها في لحظة ولادتها قبل إقلاعها لإنها أصبحت تمارس التمرد والهروب من محيط الذاكرة المشحونة بكثير من الأحلام والآمال الفارغة التي تغازلنا والتي ربما تكون أكثر تمرداً من الفكرة نفسها فقد تكون عقولنا معلقة بأحلام وآمال مستحيلة بينما هي غافلة عن الذي يحقق لعبده ما يشاء بقدرته تبارك وتعالى الذي أن أراد شئٌ قال له كن فيكون فالإنسان يطلق تفكيره في الرزق والمنصب والبنين والصحة وكيف يمتلك مالا يملكه غيره من حطام الدنيا ولو امعن النظر والتفكير في هذا الحطام لوجده زائلاً كما زال عن غيره ولوجد نفسه غير مخلد في هذه الدنيا فكم من أمم وصفف واجيال تعاقبت ورحلت لم تخلد ولم يبقى إلا آثارها واطلالها والتي تحكي للعقول المدركة العِبر النافذة... إننا نشغل عقولنا وقلوبنا بأمور كلما حاولنا التخلص منها ومن تبعاتها غذاها الآمال والأحلام الفارغة... اللهم لا تشغلنا عن طاعتك واجعل الآخرة همنا اللهم إنا نسألك من فضلك ورحمتك فأنت الذي يملكها.