✒نولد بصفحات بيضاء ثم ماتلبث أن تتلون بعضها أبيض أو أسود أو ألوان زاهية .. بعضها يمكن مسحه وبعضها لا يمكن تاركة أثرها وبين فترة وأخرى تسقط أعيننا عليها مثيرة فينا الشجن أو الفرح أو تترك ندبة في قلوبنا نحاول أن نواريها بابتسامة صفراء أو صمت أو عزلة... وكثيراً من هذه المواقف تأثيرها إبجابي تدعم صاحبها وتمكنه من المضي قدماً يشق طريقه بها بكل ثقة وهمة .. أو تكون بعض هذه المواقف ذات تأثير سلبي كاسرة للقلوب مؤلمة تعصف بصاحبها فترة قد تطول أو تقصر تاركة ندبة ... هذه الأمور بمجملها هي التي تشكل الإنسان بدئاً من الطفولة ...وما يحيط به من مجتمع وبيئة وأثر التربية .... والدتي ...منحتيني حب الحياة والناس والاستمتاع باشيائي البسيطة ...كبرت ولم أرى من منغصات الحياة مايقلقني ليس لأنه لم يمر علي ولكن كنت ياأمي تشعريني أن لا شيء يستحق في الحياة مادمت قريبة من الله وأمد يدي له ... فتلاشت كل الهموم لذا اجتزت العقبات والمطبات... حكاياتها التي تحكيها لي بالمساء تصب في اذني الموعظة والعبرة والفكاهة تذكرني بالصلاة والاحترام اقبل رأس جدتي ويد أبي.. كل الأشياء والمواقف نستطيع التعامل معها بالهدوء والقرب من الله وحسن الظن والتوكل عليه سبحانه.... هنا نكون قد مسحنا تلك الندبات لتصبح مساحةالبياض أكبر وفي جميع مراحلنا العمريه نتبع تلك الخطى... والدي منحتني حب العلم والثقافة والقناعة ومعالجة الأمور بتأني وأخذ الأمور ببساطة أثريت فيني حب الأستماع بأحاديثك الممتعة تارة بالشعر أو القصص أو بأحاديث تاريخيه أو سياسية فكانت متعتي بالقراءة... تعاطينا للأمور وأحداثها كانت تلقى ردة فعل مطمئنة وعبارات تعلقنا بالله وانه على كل شئ قدير ... فما أجملها من عبارات "إن شاء الله، بإذن الله" جعلت من الأمور الصعبة أمور يمكن تجاوزها بالتوكل على الله فهانت الصعاب وانجلت الغمام... فكبرنا وكبرنا ومسحنا النقاط السوداء. ليس الأب والأم هما القادران على ذلك فقط بل كل مايحيط بنا .... نحن من نستطيع ان نجعل تلك الصفحات بيضاء وملونه بألوان الفرح احبتي:عيشوا الفرح لتأنسوا بحياتكم واقطفوا أزهى الألوان.