✒لكل إنسان مايميزه عن غيره، منها ملامح الوجه وبصمة أصابعه وبصمة عينه وكذلك بصمة صوته، يستطيع الإنسان أن يغير نبرة صوته بمايعرف بالتلوين الصوتي فيتحول الصوت العادي إلى الصوت الحساس عند لحظات الحب والعواطف الصادقة، وقد يتحول إلى صوت شجي عند الحزن والألم والفراق، وقد تتغير نبرة الصوت عند الغضب أو الخوف وحتى عند الجوع والبرد تتميز هذه النبرة، لكن مهما تغيرت الأوضاع تبقى بصمة الصوت المسيطرة على الشخص وربما على شخصيته، قد يتصنع موقفا معينا ليعبر عن اللحظة التي يعيشها وأقرب مثال على ذلك الممثلين والممثلات فمهما غيروا نبرة صوتهم تبقى البصمة واضحة فقد تعرفه من سماعك لصوته قبل أن تراه، وكذلك الطفل الصغير يستطيع أن يلون بصوته لكن لا تتغير البصمة، فيبكي دلعاً ودلالاً إذا أراد مطلوبه،وكذلك المرأة تبكي عندزوجها وقد يكون نقطة ضعفه أن يرى دمعتها، والفتاة كذلك مع والدها، ومع الزمن يكبر الإنسان في السن وتتغير نبرات صوته لكن البصمة تبقى ولا تتغير. كما للناس بصمة صوت كذلك الحال بالنسبة للأشياء والجمادات والحيوانات بشتى أنواعها،دوي القنابل، أزيز الرصاص، حتى المطر وحفيف الشجر والرعد وصرير الباب والريح ومن البصمات القوية المميزة صوت النار عند استعارها واشتداد حرارتها كلها بصمات صوتية، سبحان الخالق كيف جعل لكل إنسان بصمة صوت مغايرة عن الآخر مثلها مثل بصمات الأصابع قد تتشابه لكن دون تطابق، لدرجة أن الأعمى يستطيع أن يميز الأصوات بالنسبة للبشر والجمادات..... ما أجمل صوت الشيخ وهو يتلو القرآن، وما أروع صوت المؤذن حين يصدح بالآذان، وما أحلى صوت الأم وهي تنشد لأطفالها أنشودة النوم، وما أجمل صوت الأب الناصح لأولاده، وصوت المعلم والمعلمة وهما يدرسان الطلاب والطالبات،فكم من معلم ومعلمة بقى صوته في قلب وآذان طلابه. وقد كرّه الإسلام إلينا الصوت العالي لما فيه من الوقاحة حين قال جل من هو قائل(إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) رحمتك يا الله فيمن لا يسمع إلا صوت القنابل والرصاص والتفجير، رحمتك يا الله فيمن لا يستطيع أن يسمع أيَّ شيء لأنه أصم... وفي النهاية أجمل صوت لايخبو ولا يتغير ولا يضعف هو صوت الحق الذي يعلو ولا يُعلى عليه.