✒موسم من مواسم الخير، وفريضة من أعظم الفرائض وركن من أركان الإسلام، يعود كل عام، ويُعقد فيه أعظمُ اجتماع للمسلمين، وحين ذاك لا تسل عن مشاعر متبادلة، ولا عن وئام يسود بين المسلمين، لافرق فيه بين أسود ولا أبيض إلا بالتقوى، تزول كل الخلافات، ويصبح الجميع جسدًا واحدًا، دعوتهم واحدة لإله واحد، تتوق قلوبهم لعفوه ورضاه، في هذا الموسم العظيم يجتمع ملايين من المسلمين، وهذا العام يعود الموسم كما اعتدنا، لكن الموقف يختلف، ليس في مشاعر الحج أو مشاعر الحجاج، إنما في عدد هؤلاء المسلمين، جميعنا نعلم السبب ، وجميعنا مؤمن بقضاء الله وقدره، ولابد لنا من وقفات تجاه هذا الموقف الذي سيخلده الزمن، ويكتبه التاريخ. أيها الفضلاء: الموقف الذي لابد أن يخلده التاريخ منا ومنكم هو استشعار ذلك الموقف العظيم، موقف الحج الأكبر، وموقف يوم عرفة، كيف أن الله أعاده إلينا و نحن ولله الحمد نرفل بثوب العز والمنعة، رغم تلك الجائحة التي اجتاحت العالم أجمع.. قال تعالى : {{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}}. أيها الكرام : مالذي يمنع أن نتذكر نعم الله علينا في كل حين؟! إن تذكرنا هذا وتذكير غيرنا مدعاة لشكر الله وحده، فهو المتفضل سبحانه، وهذا الشكر لله من أعظم أسباب حفظ تلك النعم ودوامها، فاللهم لك الحمد والثناء شكرًا يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك.. هذا الموسم أيها الفضلاء، نحن فيه مابين حاج وغير حاج، و من أعظم نعم الله على عباده أن لكل من الحاج وغيره، أعمال وعبادات يتقرب بها للوهاب سبحانه، فالحج بأركانه وواجباته وسننه يختص به الحجاج، إضافة إلى أفضل أيام الدنيا ( عشر ذي الحجة) فهنيئًا لهم هذا الشرف، وأسأل الله لهم القبول والتيسير. وغير الحجاج لهم مع فضل العشر، فضل صيام يوم عرفة .. عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ((صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده.)). ما أعظمك يا الله..! وما أجزل عطاياك..! أيها القراء: دعوا التاريخ يسجل لكم وقفة عز وشموخ لهذا الوطن المعطاء وولاته المخلصين، وقفة تدل على البر بمن حرصوا على الحرمين الشريفين وزوارهما، ومن لهم تلك الأيادي البيضاء في خدمة الإسلام والمسلمين.. نعم سيشهد التاريخ ويسجل أنكم قدمتم بفضل الله تعالى وعونه، أفضل الخدمات لحجاج وزوار بيت الله الحرام، طاعة لله، وحبًا وتفانيًا..