✒انها والله هبات في طي هبات لمن استشعرها وتلذذ بها ، هي تلك العشر المباركات التي اظلتنا سحائب خيرها العظيم فسبحان من جعل هذا الفرق العظيم ! بالامس جميع العبادات لها اجرها ولا شك لكن لا تحظى بميزة هي اغلى ما في الكون وهي ميزة ( محبة الله لها )! تأملوا هذا الحديث الشريف الذي يحوي عظيم المعاني واشملها يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ قالَ: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ». رددوه حتى يستقر بالقلب معناه ثم شمروا وجدوا في العمل ومن فضله سبحانه وسعت رحمته ان مجالات العبادة كثيرة جداً ومن اعظمها ( ذكره سبحانه وتلاوة القران العظيم وملازمته تلاوة وحفظاً واستماعاً وتدبرا وعملاً وكل ما يقوم به المسلم سواء صغيراً ام كبيرا كلها عظيم اجرها بل ومضاعف !!! هل تعلمون ما معنى مضاعفة الاجر ؟؟ لكم ان تتخيلوا فقط عبادة واحدة كم فيها من الاجور والحسنات ؟! كم تدفع بامر ربها من السوء وكم تزيل وتمحو من السيئات ؟! اجورٌ لا تعد ولا تحصى فالمؤمن يتعامل مع ملك الملوك سبحانه عنده كل الموازين مختلفة تماماً ولا يحكمها العقل القاصر حتى وان افنى عمره ! وهذه وصية احد السلف المباركين قال ابن قدامة: "وأيام عشر ذي الحجة كلها شريفة مفضّلة يضاعف العمل فيها، ويستحب الاجتهاد بالعبادة فيها". لنعمل بها ونستشعر فضل العشر فلم يتبقى الا القليل ثم نكون امام اعظم هذه الايام العشر وهو يوم تحقيق الامنيات واستجابة الدعوات يومٌ من عظمته ينزل الرب تبارك وتعالى الى السماء الدنيا فيباهي بأهل الارض !! فكم من الرحمات تنزل ! وكم من الكسور تُجبر ! وكم من العطايا التي تدهش ! وتعقد اللسان فيعجز فيكون الرد دمعٌ جرى وجباهٍ تخر ساجدة وحالها يحكي تذللاً وانكساراً رضىً وتسليماً فالله الله بهذا الفيض ان يفوت ولا يكون لاحدنا منه نصيب ( عياذاً بالله من الحرمان !) فالرب كريم جواد خزائنه مليئة و رحماته واسعه يتحبب الينا في كل ليلة ويبسط يده وينادي عباده ! فيستجيب ، ويغفر ، ويعطي ! وهكذا في كل لحظات عباده إن لاذوا به اغناهم وإن فروا اليه اواهم وطمأنهم وان ضاقت بهم السُبل هداهم ونور بصيرتهم وقضى حوائجهم فقط إن هم دعوه وصمدوا له سبحانك ربي ما اعظمك واحلمك.