الأطفال يمرون في مواقف قد تظهر عليهم مشاعر من قلقل ،خوف ،فرح ،غضب لكن في الحقيقة قد لايعرف ماهي تلك المشاعر. فنلاحظ أطفالنا في عمر مبكر قد يعبر عن قلقه بالبكاء أو قد يسئ التصرف بسبب الخوف..كأن يكذب بسبب خوفه من المربي أو المسؤول عنه. المشاعر حقيقة أمراً معقداً ، وبالأخص إلى الأطفال مرحلة الطفولة المبكرة فهى مسميات مجردة قد لايعيها الطفل فنجده لا يفهم أنه يشعر بالقلق والتوتر حين ذهابه لأول مرة لمكان ما كالمدرسة, فيعبرعن هذا الشعور بسلوك كأن يرفض الذهاب .... بينما حين يتعلم المشاعر فسيتمكن من التعبير عنها ويستطيع أن يفهم نفسه وأيضا يتمكن الآخرين من فهمه ومساعدته. فالعمل على تنمية تلك المشاعر أو مايسمى بالذكاء العاطفي يساعد الطفل لأن يتمتع بصحة نفسية جيدة ويستطيع التكيف مع الحياة فيتعلم كيفية تحفيز أنفسهم ، وكيفية التعايش مع الآخرين ،وكيفية بناء ضبط النفس ، وكيفية التفاوض ، وكيفية الاستماع والشعور والتعاطف مع الآخرين. لنلقي نظرة على قصة تلك الصغيرة ذات الأربعة أعوام التي تتألم من أثر سقوطها، وشاهدت كم اهتم بها أخوها الأكبر البالغ ست سنوات، فأخذ يحتضنها ويقبلها ويشعر بشعورها. هل نظن أن هذا التعاطف والتفهم لا يُعلم وأنه طبيعة بل في الحقيقة هو سلوك وقدرة يمكن غرسها وتنميتها، كما ورد في كتاب دانييل أن الذكاء العاطفي ليس ثابتا عند الميلاد,وإنما متعلًم ويمكن تنميته في مرحلة الطفولة من خلال التفاعل الاجتماعي. فمن خلال التفاعل الاجتماعي بين الأطفال والمربين نعمل على أن نسمي ونشير إلي تلك المشاعر, نساعد الطفل لكي يعبر بمنحه العطف والآمان ,نحترم ونتقبل شعوره , لاننكر أو نتجاهل أو ندلي بنصائح ونتحدث بعقلانية حين شعوره بتلك المشاعر, يحتاج الطفل حين شعوره بتلك المشاعر ان نتعاطف معه ونحتويه ليرتفع لديه الوعي الذاتي عن نفسه وعن تلك المشاعر...ففي الواقع عندما يتعلم الطفل عن تلك المشاعر ويتعاطف مع الآخرين ويتفهم شعورهم فسيكون لديهم دافع قوي أيضا يمنعهم من ضرر وأذية الآخرين فبالتالي يسهم في تقليل التنمر بين الأطفال .